تقديس الجيش الإسرائيلي يحجب رؤية أخطائه وإخفاقاته: حرب غزة .. نموذجاً

56
حجم الخط

كتب : بقلم: عاموس هرئيل   :   من"هآرتس"

التحقيق الذي بثه برنامج "عوفدا" التلفزيوني، الاسبوع الماضي، عن المعركة التي قتل فيها في الصيف الماضي سبعة جنود في مجنزرة غولاني في حي الشجاعة في غزة يمس بأمن الدولة، هكذا ادعى، مؤخرا، وبشكل مفاجئ، ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي. لا شك أن التحقيق الذي استعاد سلسلة القرارات ونقاط الخلل التي في نهايتها أصيبت مجنزرة ام 113 القديمة، اثار حرجاً ما في القيادة العسكرية. ومن المعقول أنه ألقى بظلاله أيضا على علاقات الجيش ببعض العائلات التي ثكلت أبناءها في المعركة. ولكن ما العلاقة بين هذا وبين المس بأمن الدولة؟
تذكر الملاحظة بادعاءات انطلقت اثناء الحروب التي كانت موضع خلاف عميق، من جانب جنرالات أميركيين اثناء حرب فيتنام، أو سياسيين اسرائيليين اثناء حرب لبنان الاولى. ولكن الحرب الأخيرة في قطاع غزة حظيت بالإجمال بعناق آخر من الاجماع الإسرائيلي. وباستثناء انتقاد محدود من اليسار، ساد أثناء الحرب إجماع شبه جارف بين الجمهور؛ لأن "حماس" هي التي بادرت الى القتال، وإطلاق الصواريخ الكثيف من غزة الى الاراضي الاسرائيلية استدعى ردا عسكريا شديدا وأنه كانت ثمة حاجة الى خطوة لتدمير الأنفاق الهجومية على الحدود. فلماذا يشعر الضباط بالتهديد من تحقيق موضعي؟
الجيش الاسرائيلي، واكثر من ذلك الجنود انفسهم، محبوب جداً في المجتمع الاسرائيلي، كما تشير كل الاستطلاعات التي أجريت في العقود الاخيرة. وفي الوقت ذاته تجري مسيرة متواصلة تضعف فيها أجهزة الرقابة والاشراف الخارجية على الجيش. ويفترض أن تملأ الفراغ، بقدر ما، وسائل الإعلام. ولكن على مدى قسم مهم من الوقت تخطئ هذه في أداء مهامها.
فالحرب في غزة هي مثال جيد على غياب آليات الرقابة الناجعة على جهاز الأمن. وحين يُوجه رغم ذلك انتقاد شديد، في حالات نادرة للغاية، يرد الجيش في الغالب بالمفاجأة، بل وبالشعور بالإهانة.
تكاد قضية تقرير لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عن الحرب تكون كل شيء. فقد حققت اللجنة مع عشرات الوزراء والضباط، راجعت مئات الوثائق الداخلية، ولكنها أوقفت عملها مع اعلان الانتخابات، وليس لديها أي نية لاستئنافه في أعقابها. فهل كانت هناك حرب؟ هذا موضوع لاحتفالات اوسمة البطولة، وليس للمراجعات الجذرية.
الى الامام: لقد سن مجلس الامن القومي قبل بضع سنوات قانونا ممتازا، يضع في يديه صلاحيات رقابة واسعة. ولكن المجلس يواصل العمل بالاساس كهيئة بحثية لرئيس الوزراء، لراحة قادة اذرع الامن الذين لا يسارعون الى استقبال النبش الخارجي في شؤونهم. أما مكتب مراقب الدولة، ولا سيما الدائرة الامنية فيه، فيشارك فيها عاملون مجربون، وجديون. القانون هو الآخر يمنحه أسنانا. ولكن بداية، يستغرق وضع التقارير زمنا طويلا. وثانيا، يخيل ان الروح القتالية في قيادة المكتب لم تعد كما كانت عليه.
ان الخطوة الواعية التي قامت بها حكومة نتنياهو، المتمثلة في تنصيب أفراد من حماة الحمى الاكثر تسامحا، في منصبي المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة، تضعف ليس فقط المعركة في سبيل طهارة المقاييس بل ايضا آليات الرقابة الخارجية على جهاز الأمن. فلجنة رقابة الدولة في الكنيست ضعيفة وغير ذات صلة. وفي بعض تقارير المراقب لا تحرص على مجرد إجراء النقاش فيها كما يتطلب القانون.

طريقة التحقيق
ماذا بالنسبة للطريقة التي يحقق فيها الجيش مع نفسه؟ جودة التحقيقات موضع خلاف، وبالتأكيد حول الحرب الاخيرة، فقد نشر "صوت الجيش" وبعد ذلك برنامج "عوفدا" في الاسبوعين الاخيرين من تحقيقات غفعاتي عن أحداث يوم الجمعة الاسود في رفح. وتؤكد النتائج في معظمها تفاصيل تحقيق "هآرتس" الذي نشر هنا بعد نحو اسبوع من المعركة.
لقد اعترف قادة اللواء علناً بعدة اخطاء، ولكن ثمة مسألة مركزية واحدة بحثت فقط بشكل محدود في تحقيق غفعاتي: سياسة استخدام النار، حول اعلان جراء "هنيبعل" بعد أن تبين اختطاف جثة الملازم هدار غولدن. في هذا الشأن لا تزال ثمة حاجة الى اتخاذ قرار من النائب العسكري الرئيس، اللواء داني عفروني، اذا كان يجب فتح تحقيق من الشرطة العسكرية عقب موت عشرات المدنيين الفلسطينيين. سلسلة من كبار المسؤولين، من وزير الدفاع موشيه يعلون فما دونه، أعربوا منذ الآن عن معارضة قاطعة لتدخل النيابة العامة في القضية، وانتقدوا أيضا فتح تحقيقات أخرى.
في الوقت الذي عنيت فيه قيادة المنطقة الجنوبية بعدد كبير وشاذ من التحقيقات، على نحو متوازٍ، كانت على ما يبدو ثمة فجوات حقيقية في التحقيق على مستوى هيئة الاركان. وخلافا لسلوكه بعد حرب لبنان الثانية، حرص الجيش الاسرائيلي هذه المرة على عدم منح موطئ قدم لرجال الاحتياط في التحقيقات. في العام 2006 أصاب فريق من الجنرالات في الاحتياط ممن ترأسوا طواقم التحقيق مثل دورون الموغ، موشيه سوكينك، يورام يئير وآخرين، الجيش في مقتل حين وجهوا انتقادات شديدة لادائه في الحرب. اما هذه المرة، ولما كان لم يدعَ الاحتياط للمشاركة في القتال نفسه، فقد أبعد الضباط الكبار المتقاعدون عن التحقيق فيه ايضا.
لقد صرح رئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان، اللواء نمرود شيفر، هذا الشهر، في مقابلة مع "اسرائيل اليوم" بأن الجيش بحاجة ماسة الى الشرعية الجماهيرية لأعماله. ويخيل أحيانا ان قسما لا بأس به من الصحافة الاسرائيلية مستعدة لتمنح هذه الريح المساندة دون تشكيك أو أسئلة تقريبا. اما البرنامج عن الشجاعة فهو الاستثناء وليس القاعدة. جملة من التقارير الصحافية في الاعياد في وسائل الاعلام تضمنت ضمن امور اخرى زيارة مصورة لوحدة الغواصات البحرية، تغطية لمناورة المدرسة العسكرية لمكافحة "الارهاب" في أبراج عزريئيلي، مقابلة منحت فيها فرصة لقادة كتائب غفعاتي لاغداق المدائح من كل القلب على قائد لوائهم كما تضمنت تقريرا ملونا عن قيادة سرية من قيادة الجبهة الداخلية التي تعتقل فلسطينيين في "المناطق".
ثمة، بالطبع، الكثير من الحقيقة ايضا في الادعاءات التي يوجهها الجيش لوسائل الاعلام. كعكة المداخيل المقلصة للصحف والقنوات جعلت المنافسة بينها ميدان قتال تحطمت فيه القواعد المتفق عليها. وقسم كبير من المفاوضات الأولية مع الجيش عن تنسيق المقابلات والتقارير الصحافية يجري في اجواء من الشك والتهديد. ويجد رجال الناطق العسكري أنفسهم غير مرة يطفئون الحرائق حيال ضباط كبار وعائلات ثكلى.
ولا يزال يحظى الجيش بشكل عام بمنصة وبموقف متعاطف يمكن لكل هيئة اخرى في الدولة ان تحسده عليهما فقط. فتحت تصرف الجيش توجد منظومة خبيرة من العلاقات العامة التي كادت تضاعف حجم قواها البشرية ثلاثة اضعاف في العقود الاخيرة. وفي الوقت ذاته، فإن مكانة الناطقين آخذة في التعزز، قريبا من اذن رئيس الاركان. ويوفر الجيش لوسائل الاعلام ما يريده هو، وعلى ما يبدو ما يريده المواطنون ايضا: مخزون لا نهاية له من قصص البطولة والمشاعر، ما يجعل الدموع ترغرغ في العيون. ومع السنين، بتأثير دخول ثقافة البرامج الواقعية الى الزمن الذروة التلفزيونية، فإن الشكل الذي تقدم فيه التقارير الصحافية العسكرية تغير هو الآخر. فالخلفية الموسيقية العاطفية ترافق تقارير الحداد والذكرى. وهذا يعد اليوم جزءا لا يتجزأ من كل تغطية للمعركة. والمنافس الحقيقي للتقرير عن غولاني هو الحلقة الاخيرة من "الأخ الأكبر"، بحيث لم يعد هذا بحثا جافا عن حجم ميزانية الدفاع. ويوجد بالطبع وجه ايجابي في قصص البطولة والتخليد، ولكن عندما يكون قسم كبير بهذا القدر من الانشغال الاعلامي يدور حول المواقع الرقيقة الحسية، فإنه تنشأ مسيرة استكمالية لاضعاف هيئات الرقابة الخارجية على جهاز الأمن.

أسئلة مقلقة
يرتبط الامتناع عن الانشغال بالمسائل الاكثر ثقلا ايضا بما وصفه النائب عوفر شيلح بعد الحرب بكبت الخوف من أن يكون "الجيش الاسرائيلي ليس جيشا جيدا بالقدر الذي نعتقد". هذه مسألة ينبغي التوجه اليها بحذر، على أطراف الاصابع، بالتأكيد في نهاية اسبوع كله ذكرى واستقلال. ولكن هيا نعد للحظة الى معركة الشجاعية، احدى المعارك الشديدة في الحرب، التي وقعت في القطاع على عمق كيلومتر – اثنين في الأراضي الفلسطينية. لقد عرض تحقيق "عوفدا" الدخول في مجنزرة قديمة، الثغرات في اعداد القوات، نقاط الخلل التكتيكية. اما النقاش في جودة المجنزرات فمهم – والجيش يستغله لاغراضه، حيث يركز على مطلب شراء المزيد من مجنزرات "نمر" الجديدة والاكثر تحصينا – ولكنه يطرح المزيد من الاسئلة المقلقة: ما هي الاعتبارات التي كانت خلف حركة المجنزرات بدلا من حركة المشاة نحو الاهداف – رغم المسافة القصيرة وخلافا لطريقة العمل التي اختارتها بعض الالوية الاخرى التي قاتلت في القطاع؟ ولماذا لم تسبق الاندفاع الى الداخل محاولة لممارسة خطوة تضليل أو خداع؟ لماذا لم يجرِ هجوم جوي أولي بشدة مناسبة، في ضوء المقاومة الشديدة التي كانت متوقعة؟
في تقرير صحافي منافس، اعد على عجل وبث في القناة 10، وصفت اصابة الصاروخ للمجنزرة، التي توقفت عقب خلل قرب فتحة نفق "حماس" كـ"صدفة شبه قدرية". وهذا بعيد عن ان يكون تفسيرا مرضيا. الموضوع الأوسع هنا هو غياب التجربة وانعدام الخبرة الكافية لدى الجيش في الحرب في محيط مديني مكتظ، ولا بد عندما يتصدى لأول مرة بمثل هذه القوة لمنظومة القتال تحت الارضية لـ"حماس". ويبدو ان هذا هو التحدي الاشد والاكثر صلة امام الجيش في السنوات القادمة – في غزة وفي لبنان. وفي ضوء انعدام الاستقرار على الحدود، فإن احتمالات اندلاع مواجهة اخرى، ولا سيما في غزة، عالية جدا.
لقد قتل في المعارك في الشجاعية، الى جانب الجنود السبعة في المجنزرة من كتيبة 13، 9 آخرون من مقاتلو غولاني. قائد اللواء وثلاثة من قادة الكتائب فيه اصيبوا (اثنان، اصيبا بجروح خطيرة لم ينتعشا حتى اليوم بشكل يسمح لهما بالعودة الى قيادة كتيبتيهما). أولم تكشف الحرب في غزة مشكلة بعيدة السنين في الجيش البري، تغطي فيها الفجوة في التأهيل والوسائل المناسبة، قدرة ارتجالية عالية، يقظة وبسالة استثنائية عندما تندلع الحرب؟ ثمة من سيقولون انه بالتأكيد هذا ما يحصل في كل حرب. الفكرة نفسها – الايفاء بالمهمة في المعركة، حتى بثمن عال – جديرة بكل ثناء. ولكن من الصعب البحث بصدق في نقاط الخلل والقصورات التي تنكشف عندما يسود في الخطاب الجماهيري رسالة شبه موحدة تقضي بأن الجيش مقدس، معصوم عن الاخطاء، وبالتالي محصن من النقد.
هذا حقل ألغام تخافه وسائل الاعلام. وحتى "عوفدا" سار فيه بحذر. فاحد لا يريد أن يمس بالعائلات الثكلى او ان يستخف بالتضحية والمخاطرة التي أخذها على عاتقهم القادة والجنود. ولا يزال يجدر التحذير من فجوة التوقعات التي قد تنتهي بخيبة أمل شديدة في حالة جولة قتال اخرى، ولا سيما اذا ما وقعت في لبنان. قائد سلاح الجو، اللواء امير ايشل، سبق أن لاحظ في مقابلة مع مجلة السلاح ان لمنظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قيودا ستنكشف في حالة حرب اوسع وان "تقرير الفشل كتب منذ الآن"، في ضوء التوقع الجماهيري المغلوط لحماية تامة توفرها القبة.
في الجانب الهجومي، طرأ تقدم كبير في قدرة الجيش على الحاق الضرر بالعدو. ولكن اسرائيل لا تزال تجد صعوبة في وضع حلول مرضية للتهديد الاساس الذي تشكله منظمات "الارهاب"، وعلى رأسها "حزب الله"، المتمثل في اطلاق آلاف الصواريخ نحو الجبهة الداخلية.
يواصل رئيس الاركان الجديد، غادي آيزنكوت، ميولا بدأت في ايام سلفه بيني غانتس، وانتهج بالتوازي ايضا عدة تغييرات ضرورية في سلم الاولويات. ولكن الطريق طويل، ويخيل ان الحل اصعب مما يقدره الكثير من المواطنين. غير أنه بدلا من بحث جماهيري موضوعي في هذه الثغرات، او في الخلاف على حجم ميزانية الدفاع بالنسبة للاحتياجات الاجتماعية، فإننا نغرق في تقارير متعاطفة سطحية عن الجيش تتجاوز كثيرا الاطار اللازم في يوم الذكرى. فاذا كان لواءا غولاني والمظليين يعرضان علينا كخلاصة الاسرائيلية في أفضل صورها، فما الذي يجعلنا نتوقع منهما أن يتحسنا؟ وسائل الإعلام، في معظم الاحوال، تربت على كتف الجيش الاسرائيلي، والجمهور يخرج بإحساس بأنه اذا ما وضع لواء مشاة اسرائيلي قيد الاختبار امام لواء غربي موازٍ، بريطاني أو أميركي، فإن شبابنا المتميزين سينتصرون بلا أي صعوبة.
فهل هذا بالضرورة هكذا؟ على مدى نحو عقدين وأنا أغطي أخبار الجيش التقيت في كل مكان تقريبا بضباط وضابطات متفانين، فهيمين. يخيل لي ان الاخلاقية التنظيمية في الجيش الاسرائيلي في معظمها نظيفة واكثر نزاهة من تلك المتبعة في معظم الأجهزة المدنية. ولكن الجيش والمجتمع الاسرائيلين يؤثران الواحد في الآخر في الاتجاهين. فإذا كنا نصطدم كل يوم بمظاهر الاستهتار والارتجال في السلطات المحلية، في جهاز التعليم، في صندوق المرضى، فلماذا نعتقد بأن الشاب الذي يصل الى سن 18 ويرسل الى الجيش، ستصبح أموره افضل؟
ان اداء المهام العسكرية يحتاج، الى جانب اليقظة والبسالة في المعركة، الى مستوى عال جدا من النظام، التخطيط المسبق، والانضباط ايضا. منذ سنوات والتقارير الدورية لمراقب الدولة تعكس صورة اخرى، أقل تشجيعا، في الجبهة الداخلية، في ادارة مخزون الذخيرة وقطع الغيار للجيش الاسرائيلي، في منظومة الاحتياط. أفلا يمكن، على الاقل عند رسم الرؤيا التنظيمية، التمني بأن يدار الجيش بمقاييس اقرب لتلك المتبعة في معهد وايزمن، في انتل او في تشيك بوينت؟ من المفهوم ان الحرب لا تجري في ظروف الصيدلية. المعركة هي اختبار انساني فظيع يجري في ظروف صعبة للغاية. ومع ذلك، يخيل أنه بدلاً من الربت الدائم على كتف الجيش، يمكن أن نسأله اذا كان ممكنا أن نقرب قليلا شكل الادارة الجارية للقوات البرية من الثقافة التنظيمية المتبعة في سلاح الجو.
بعد حرب لبنان الاولى، الفشل العسكري الذي نسي وكبت بسرعة على خلفية الخلاف السياسي على عدالة المعركة نفسها، نشر العقيد عمانويل فالد كتاب "لعنة الادوات المحطمة" الذي وجه انتقادا فتاكا لاداء الجيش في الحرب. فالد، في كتاب آثار جدالا حادا في الجيش وخارجه، شخص سلسلة مشاكل في اداء الجيش الاسرائيلي في حرب "الايام الستة" وما بعد. واعادة قراءة الكتاب، بعد نحو 30 سنة تبين على نحو مفاجئ أن عددا غير قليل من نقاط الخلل التي اشار اليها لا تزال على حالها.
في هذا الاسبوع، قبيل يوم الاستقلال، نشر أرشيف الدولة سلسلة صور التقطت عند دخول الجيش في الحملات والحروب في جنوب لبنان وبعد ذلك في زمن الانسحابات منها. وقد بدا الجنود مبتسمين في طريقهم الى الداخل ومبتسمين في طريقهم الى الخارج. وبين هذه وتلك لم تكن سوى الدموع. فهل هذا سيكون بالضرورة مختلفا في المرة القادمة؟