قرر دونالد ترامب تعيين المحامي المناهض والعنصري في منصب السفير الأميركي في اسرائيل. هذا الامر من حقه بالطبع. ومع تعيين ديفيد فريدمان تخرج الولايات المتحدة كليا من الخزانة: منذ الآن هي تؤيد بشكل رسمي اقامة دولة فصل عنصري اسرائيلية بين البحر والنهر.
فريدمان ليس السفير اليهودي الأول في إسرائيل لكنه الصديق المعلن الاول للمستوطنات. وسلفه دان شبيرو كان صديقا للمستوطنات ايضا مثل كل أسلافه، وممثلو الادارات كان يمكنهم وقف هذا المشروع، لكنهم لم يحركوا ساكنا، بل قاموا بتمويله. ولكن الآن سيكون لدينا سفير دفع من جيبه الخاص للتعدي على اراضي الغير.
الامر الجديد هو نهاية اعلانات التنديد العبثية لوزارة الخارجية، التي أدارت لها اسرائيل ظهرها. لا مزيد من السيارات الدبلوماسية السوداء التي تتابع كل شرفة جديدة يتم بناؤها في «المناطق». منذ الآن سيوجد لدينا سفير يتألم على اخلاء «عمونة»، وسيشارك في مراسيم وضع حجر الاساس لكل مستوطنة جديدة. ومغزى ذلك هو أن الولايات المتحدة لن تتمكن من القول إنها وسيط نزيه، وهي لم تكن هكذا أبدا. ولكن في الوقت الحالي سيتم رفع القناع. من هذه الناحية فان تعيين فريدمان هو أمر جيد وصحيح. وليعرف الفلسطينيون واوروبا وكل العالم بأن اميركا مع الاحتلال. لقد انتهت مراسيم التظاهر.
فريدمان هو شخص معاد لاسرائيل، مثل كل من يدفع اسرائيل الى تعميق الاحتلال. فريدمان هو شخص عنصري مثل كل من يدفع باتجاه اقامة دولة ابرتهايد. وهو ايضا ليس ديمقراطيا بل مكارثي، ولدينا الكثير من هؤلاء هنا الذين سيمنحهم فريدمان دفعة معنوية. وبهذا يكون معاديا لاسرائيل. لكن فريدمان ليس عضوا مسجلا في «تكوماه». ومعروف ايضا أنه ليس في «لهافاه». فريدمان سيمثل الادارة الاميركية في اسرائيل. وهو ملزم بالاجابة عن عدة اسئلة، ومجلس الشيوخ ملزم بذلك ايضا، والذي سيصادق على هذا التعيين.
هل تعرف الادارة مغزى مواقف السفير الجديد؟ وهل تعرف أنه يؤيد اقامة دولة فصل عنصري؟ إن من يعارض حل الدولتين مثل فريدمان، يؤيد البديل الوحيد الذي هو الدولة الواحدة، وهي دولة الابرتهايد. هل هذا ما تريده الولايات المتحدة؟.
إن مؤيدي الضم الاسرائيلي من اليمين الذين زاد عددهم يمكنهم لف خططهم بضباب كثيف يعمل على تشويش المغزى الحقيقي لها. ولكن ممثل القوة العظمى الوحيدة في العالم لا يفعل ذلك. والمطلوب من السفير الجديد اعطاء التفسيرات: عندما تقول «ضم» فما الذي تقصده؟ وعندما تمول مستوطنة بيت ايل فهل تعرف أنها أقيمت على اراض خاصة مسروقة؟ ماذا سيقول مجلس الشيوخ عن هذه الشراكة في الجريمة من قبلك؟ وماذا سيكون مصير السكان الاصليين في المناطق المحتلة، الذين سلبت اراضيهم المتبقية؟ اذا قلت ديمقراطية ومساواة للجميع، بروح الدستور الاميركي، فستكون لنا دولة ثنائية القومية، فيها مساواة وعدالة، يرفضها معظم الاسرائيليون للأسف الشديد. إلا أنك لا تقصد ذلك. فالضم الذي تريده يعني تخليد مكانة الأسياد والمعتدين، نظام فصل عنصري يسميه العالم المتنور ابرتهايد.
سعادة السفير، أنت ملزم باعطاء الاجابات. ومن قام بارسالك من واشنطن، هو ايضا يجب عليه اعطاء الاجابات. هل تعتبرون الفلسطينيين أناسا متساوي الحقوق ويستحقون ما يستحقه اليهود في «ارض اسرائيل»؟ هل تعتبرون أن الدولة التي تقومون برعايتها هي دولة تتصرف بعدالة وأنها تحافظ على القوانين الدولية؟ هل تعتقدون أنكم بذلك تدفعونها أكثر نحو الاتجاه القومي والمتطرف والعنيف، وهل تعتقدون أنكم بذلك تعملون في صالحها؟ هل تأييد دولة الفصل العنصري تخدم مصالح الولايات المتحدة؟ وهل ذلك يعبر عن قيمها العلنية؟ وباختصار: هل أنتم معنا أم ضدنا؟