لا يزال الأسيران أنس شديد وأحمد أبو فارة يخوضان بأمعائهم الخاوية معركة الكرامة والحرية، ضد اعتقالهما الإداري، منذ 88 يوماً، رافضين أية حلول سوى نيل حريتهما التي يطمحون بها.
وتماطل المحكمة العليا الإسرائيلية بقضية الأسيرين بتأجيل محاكمتهما يوماً بعد يوم، واتخاذ قرار فاصل لقضيتهم العادلة.
ووفق ما أفادت به هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن الأسيران يرقدا في مستشفى "أساف هروفيه"، وقد امتنعا عن شرب الماء منذ خمسة على التوالي، الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على حياتهما ويعرضهما للموت في أي لحظة.
بدروه قال رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد، إن الوضع الصحي للأسيرين شديد وأبو فارة سيئ جداً بعد وصولهم لـ 88 يوماً من الإضراب عن الطعام.
وأوضح حميد تصريح خاص لوكالة "خبر"، أن حالة الأسيرين أصبحت خطيرة جداً، فأوضاع الكلى ووظائف الكبد بدأت بالتوقف عن العمل، كما ظهرت تشققات على تشققات على أنف وفم وحنجرة الأسيرين هذا نتيجة الاضراب.
وأشار إلى أن الأسيران صعدا من اضرابهما، ورفضا تناول الماء منذ عدة أيام معلنين فيه رفضهم لقرار إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية التي تأتَمِر بقرار من المخابرات الاسرائيلية والقاضي بتمديد اعتقالهم الإداري وعدم الاهتمام بحياتهم كونهم مضربين عن الطعام وهم في حالة شبه موت سريري.
واعتبر حميد أن مستشفى "أساف هروفيه" التي يقبع بها الأسيران هي شريكة في ما يحدث للأسرى من مأساة ومعاناة، متهماً المستشفى بإعطائهم مواد مخدرة مثل ما حصل قبل ذلك مع الأسير المحرر محمد القيق عندما كان مضرباً في مستشفى المجدل.
وأضاف، "أن جسم أي انسان صحيح لا يستطيع الصمود أكثر من 60 يوم عندما يتناول الماء والملح كالأسيرين أنس شديد وأحمد أبو فارة، معتبراً أن الأطباء يقومون بتخديرهم وتغذيتهم قسرياً وإعطاءهم ملح الجلوكوز والمدعمات الدوائية، فمن أجل ذلك هم يصمدون حتى هذه اللحظة لمدة 88 يوم، ومع ذلك فإن أوضاعهم الصحية سيئة جداً"
ونوه حميد إلى أن المخابرات الإسرائيلية توجه المحكمة الإسرائيلية بالتمديد وتأجيل الاستئنافات، مشيراً إلى أنها مشاركة ثلاثية الابعاد من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ومستشفى "أساف هروفيه" والمخابرات الإسرائيلية، من خلال عدم الاهتمام بهؤلاء الأسرى وحياتهم، محملاً الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة تجاه حياة الأسرى وما سيحدث لهم .
وجه حميد نداءه إلى كافة التنظيمات والقوى الفلسطينية والإسلامية ، بضرورة الخروج بمسيرات حاشدة من أجل دعم الأسرى ومن أجل دعم اضرابهم، وقال: :لا يُعقل أن نخرج وهم محملين على الأكتاف بالألاف والمئات لكي نشيعهم شهداء".
وتحدث: "نريد أن نوصل رسالة للأسرى أن كل الشعب الفلسطيني يلتف خلفكم وكل هذه التنظيمات الفلسطينية معكم وتناصر قضيتكم".
واعتبر حميد أنه من خلال الفعاليات التي نقوم بها من أجل الأسرى هي رسالة للاحتلال الإسرائيلي مفادها أن جماهير الشعب الفلسطيني تَعْتبر أن حياة الأسرى أهم شيء لديها وعلى سلم أولوياتها، ويجعل من العدو يعي تماماً أنه سيدفع الثمن غاليا إذا استشهد هؤلاء الأسرى.