أعلن الأسيران أنس شديد وأحمد أبو فارة، صباح اليوم الخميس وقف إضرابهما المفتوح عن الطعام، والذي بدأ قبل نحو 70 يوماً، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري الممارسة بحقهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت المحامية أحلام حداد، على أن الأسيرين أعلنا وقف إضرابهما عن الطعام مقابل تجديد اعتقالهما لمرة واحدة ولمدة أربعة أشهر مع إمكانية استئناف الحكم.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن إنهاء الأسيرين شديد وأبو فارة بمثابة قرار شخصي، مضيفاً أن الحركة الأسيرة تبارك هذا الخطوة التي أنقذت حياتهما.
ووصف فارس خلال حديثه لوكالة "خبر"، قانون الاعتقال الإداري الممارس من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي بالجائر والتعسفي، مؤكداً على أن هذه السياسة تهدف إلى التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد فارس على أن هذه الممارسات ستبقى موضع نضال ورفض من قبل الفلسطينيين وفي مقدمتهم الأسرى بسجون الاحتلال.
ووجه فارس رسالة احترام وتقدير للأسرى في سجون الاحتلال، معرباً عن أمله في تبييض السجون الإسرائيلية وتحرير الأسرى، وتحقيق تطلعاتهم بالحرية.
من جهتها، هنأت حركة حماس الأسيرين أحمد فارة وأنس شديد بانتصارهما في معركة الأمعاء الخاوية، مؤكدةً على أن هذا النصر المؤزر دلالة واضحة على مقدرة الأسرى على انتزاع حريتهم، وأن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من جبروت الاحتلال.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم في تصريح خاص بوكالة "خبر"، إن موقف حركته ثابت لا يتغير، بأن تحرير الأسرى داخل سجون الاحتلال هدفاً استراتيجياً، داعياً جماهير الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته لدعم قضية الأسرى وتعزيز صمود ذويهم.
بدوره، قال القيادي في حركة فتح موفق حميد، إن إعلان الأسيرين شديد وأبو فارة وقف إضرابهما المفتوح عن الطعام، انتصاراً للحركة الاسيرة ورافعة لباقي الأسرى للاقتداء بها مطلع العام المقبل 2017، مؤكداً على أن هذا الانتصار يعطي درساً لمصلحة السجون الإسرائيلية بأن إرادة الأسير لا يمكن المراهنة عليها، وأن إضراب الأسرى ينتهي بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
ودعا حميد خلال حديث لوكالة "خبر"، إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى دراسة الأحكام الظالمة المتخذة بحق الأسرى، مطالباً الأسرى في سجون الاحتلال بإعادة دراسة ملف الإضراب الفردي.
وطالب حميد الأسرى بأن يكون عام 2017 للإضراب الجماعي والموحد، من قبل كافة الفصائل، ليكون التفاوض على جميع الأسرى وليس أسيراً بعينه، خاصة بعد إصدار الاحتلال أمس الأربعاء، قراراً بعزل الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم 67 مؤبد في سجن "ريمون"،إضافة إلى ما يقارب من 20 أسير معتقلين في العزل الانفرادي.
وأكد حميد، على ضرورة تكاملية الإضرابات داخل السجون الإسرائيلية، بما تتوافق مع الحركة الأسيرة ودراسة الأوضاع المحيطة بالخارج.
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن وقف الأسيرين شديد وأبو فارة إضرابهما عن الطعام يعود لاستجابة الاحتلال الإسرائيلي لمطالبهم بوقف الاضراب الاداري، وبالتالي فقد انتهت معاناة أسيرين بطلين.
واعتبر البطش في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن الإضراب عن الطعام سلاحاً بيد الأسير الفلسطيني، يمارسه في وجه الجلاد لإنهاء معاناته المستمرة بالسجون الإسرائيلية، مضيفاً أن إضراب الأسرى عن الطعام طريقاً من أجل تحقيق الحرية في وجه الاحتلال الغاصب.
وطالب البطش الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بأن يسيروا على نهج الإضراب عن الطعام، حتى تحقيق مطالبهم وإنهاء معاناتهم، موجهاً التحية للأسرى من ذوي الاحكام العالية، قائلاً "إن الحرية باتت قريبة لكم، وبيد المقاومة جنوداً لن يروا النور إلا بعودة أسرانا إلى ذويهم وأهليهم".
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن ما حققه الأسيرين شديد أبو فارة ليس انتصار للحركة الأسيرة فقط بل انتصاراً للشعب الفلسطيني بأسره، موجهاً التحية للحركة الوطنية الأسيرة التي تبذل عطاءاً لا محدوداً بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف أبو ظريفة خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن هذا الانتصار إنجازاً يضاف لمجموعة من الإنجازات التي حققها الأسرى، أمثال "سامر العيساوي، وخضر عدنان، وهناء شلبي، ومحمد القيق، والشقيقين البلبول وأيمن الشراونة"، وغيرهم.
وأشار أبو ظريفة إلى أن انتصارهما على السجان رسالة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أنه لا يمكن للسجان كسر إرادة الأسرى المضربين عن الطعام، ورسالة أيضاً للمجتمع الدولي الصامت على سياسة الاعتقال الاداري المخالفة لكافة المواثيق الدولية والقوانين.
ودعا أبو ظريفة إلى استمرار الحراك الشعبي والحراك السياسي الفلسطيني من أجل العمل على تدويل وتطبيق كافة الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان على الأسرى الفلسطينيين والتعاطي معهم كأسرى حرب.
ويذكر أن الأسيرين أبو فارة وشديد خاضا إضرابهما عن الطعام لحوالي 90 يوماً على التوالي، وامتناعهما عن تناول الماء منذ أسبوعين.