قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو إن بلاده ستواصل "الوقوف بجوار المظلومين في كافة أنحاء العالم"، وستكون "اليد التي تدافع عنهم باستمرار".
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في ولاية أرزنجان وسط تركيا، وانتقد فيها مواقف المعارضة التركية مما قال إنها "أنظمة ظالمة" في عدد من البلدان العربية، على رأسها سوريا.
وأضاف داود أوغلو: "ثمة مشكلة بين (كمال قلجدار أوغلو) زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) وبين الديمقراطية. فعقلية (الشعب الجمهوري) انقلابية في كل مكان (...)".
وانتقد تصريحات أدلى بها زعيم المعارضة التركية في وقت سابق، وتعهد خلالها بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم إذا فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتابع: "هكذا يتضح للجميع الفرق بيننا وبين المعارضة. ففي الوقت الذي فتحنا فيه صدورنا لاستقبال أخوتنا السوريين، وحمايتهم في أراضينا من بطش حاكم ظالم (يقصد رئيس النظام السوري بشار الأسد) استخدم الأسلحة الكيميائية ضدهم، وقتل منهم نحو 300 ألف شخص، تخرج المعارضة وتتعهد بإعادتهم (اللاجئين) إلى الموت".
وردا على تصريحات للمعارض التركي أدلى بها في ألمانيا مؤخرا واستنكر خلالها عدم وجود سفراء لتركيا في مصر وسوريا وإسرائيل، قال رئيس الوزراء التركي: "يسأل لماذا لا يوجد لنا سفراء في هذه الدول، في الغالب هو نائم أو فقد ذاكرته. لكن سأجيبه على سؤاله".
وتابع: "هل تعلمون لماذا لا يوجد لنا سفير في إسرائيل؟ لأن هذه دولة قتلت 9 من مواطنينا في هجوم على سفينة (مافي مرمرة) عام 2010، فبدل أن تقف المعارضة في صف من قتلوا ضد إسرائيل، تنتقدهم لصالح الأخيرة. كأنه بسؤاله هذا يتحدث باسم إسرائيل. لكني أؤكد أنه لا صداقة مع إسرائيل ما دامت تظلم قطاع غزة، وتواصل انتهاك المسجد الأقصى".
ومضى قائلا: "أما جزئية السؤال المتعلقة بعدم وجود سفير لنا في سوريا، فلأن هناك مشكلة بيننا وبين نظامها الذي قتل نحو 300 ألف من شعبه، واستخدم ضده الأسلحة الكيميائية. فهذه قضيتنا التي ندافع عنها، ولقد قمنا باستقبال السوريين كما استقبل الأنصار المهاجرين، لكن (كلجدار أوغلو) لا قبل له بمعرفة هذه الأشياء".
وأضاف أن "تركيا دولة صديقة لكل من مصر وسوريا، فلو لم يكن النظام في سوريا ظالما، لبقينا أصدقاء كما كنا. ولو أن مصر لم تشهد انقلابا عسكريا، ولو لم يحكم على أول رئيس منتخب (يقصد محمد مرسي) فيها بالسجن، لبقينا أيضا أصدقاء كما كنا. فلا مشكلة لنا مع الشعب المصري".
وقال داود أوغلو إن "الديمقراطية تمت عرقلتها في مصر"، مضيفا: "فهل أيها الحضور يمكنهم تعطيلها وإيقافها في تركيا؟!".
وتابع أنهم سيواصلون تبني مواقفهم المبنية على مبادئ، و"سنقف بجوار المظلومين في كافة أنحاء العالم، وسنكون صوتهم واليد التي تدافع عنهم باستمرار".
وبينما يعتبر أنصار الرئيس المصري الأسبق، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، الإطاحة به في يوليو/ تموز 2013، إثر احتجاجات شعبية مناهضة له، "انقلابا عسكريا"، يراها مناهضون له "ثورة شعبية" استجاب إليها وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي، الذي تولى الرئاسة في يونيو/ حزيران الماضي، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد مرسي، الذي كان بدوره أول رئيس منتخب بعد الإطاحه بالرئيس حسني مبارك، تحت وطأة ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
وتقول السلطات الحالية في مصر إنها تتبع خريطة انتقال ديمقراطي، أنجزت ضمنها تعديلات دستورية، وانتخابات رئاسية، فيما تعتزم خلال شهور إجراء انتخابات برلمانية، وهي المحطة الأخيرة في ذلك المسار.