كان لتأجيل التصويت على مشروع القرار المصري الخاص بالاستيطان داخل اروقة مجلس الامن وقع الصاعقة على بعض الاطراف العربية والفلسطينية والاسرائيلية وقد كان لعديد من الأطراف وجهات نظر متباينة حول هذا الموضوع.
يبدو ان الفلسطيني وبرغم ان الموضوع برمته يصب في مصالحهم الاستراتيجية الا أنهم يبدو من ردة الفعل السياسية كأنهم لا يعلمون شيئا عن الموضوع سوى ان وزير الخارجية الفلسطيني قال ان عدم التصويت على القرار كان بمثابة انتحار سياسي حيث ان الوزير الفلسطيني لم يوضح كيفية هذا الانتحار بالإضافة الى أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صرح ان بنود الاتفاق لم تعرض علينا آليته , فكيف يتم أخذ قرار على هذا المستوى دون الرجوع لأعلى هيئة سياسية فلسطينية وهي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
هذا جانب ومن ناحية اخرى قبل التصويت لسويعات , ذهب السيد الرئيس ابو مازن في زيارة خاصة للسعودية وهو يعرف جيدا مدى التوتر في العلاقات بين السعودية ومصرو كأنه يقول لمصر لا نريد منك ان تفعلي شيء للفلسطينيين... كل هذه العوامل جعلت الجانب الفلسطيني متخبط ولا يعرف ماذا يفعل وكأنني أجزم ان الجانب الفلسطيني لم يكن يعرف شيء عن هذا القرار.
و يبدو ان الأمريكان في زيارة صائب عريقات الاخيرة أسرٌوا له انهم لم يستخدموا الفيتو اذا طرح موضوع الاستيطان على مجلس الامن ولكن الجانب الفلسطيني يبدو انه سرب هذه المعلومة الى كل الاطراف, الامر الذي جعل اسرائيل تستنفر كافة قواها لوقف هذا التصويت ولو ان جزء كبير من بنود المشروع يصب في مصلحتها ولكنها لا تريد ان يخرج من مجلس الامن قرار يدينها ولو بصفة نسبية.. هذا التسريب جعل الولايات المتحدة الامريكية تبدي نوع من الاستياء من التصرف الفلسطيني, الامر الذي جعلهم يضغطون على مصر لتأجيل التصويت والا سوف يستخدمون حق النقض الفيتو.
عودة الى مشروع القرار فقد كانت هناك فقرة في القرار ."تدعو الى اجراء خطوات مباشرة لمنع كل اعمال العنف ضد المدنيين ويتضمن ذلك كل اعمال الارهاب والاستفزاز ودعوات الى الالتزام بالقانون الدولي من اجل تقوية الجهود لمحاربة الارهاب من خلال التنسيق الامني وان يتم شجب واضح لكل انواع الارهاب" , هذه الفقرة كانت مخزية في القرار حيث ساوى بين الضحية والجلاد واعتبر ان العمل المقاوم الفلسطيني ارهاب على الفلسطينيين شجبه ,ويجب التنسيق الامني بين الطرفين لضرب هذا الارهاب .
لذلك سنجد كثير من القوى اما نتيجة عدائها لمصر او عدائها للفلسطينيين سوف يتباكون على ضياع هذه الفرصة التاريخية وكأن اسرائيل يهمها مجلس الامن أو غير مجلس الأمن .