هل لاحظتم أيّ تعديل في رائحة بولكم، لدرجة أنها أصبحت أكثر قوّة ونتانة من ذي قبل؟ إعلموا إذاً أنّ أجسامكم تحاول إخباركم من خلال هذه الطريقة أنّ شيئاً ما غير إعتيادي يُصيبها، وبالتالي عليكم الإسراع إلى معالجته.
لا داعي للقلق المُبالغ إذا تغيّرت رائحة بولكم، فأسبابها الأكثر شيوعاً غير مؤذية تماماً ويسهل معالجتها. المهمّ معرفة ماذا يُخبّئ لكم هذا العارض، والإسراع إلى استشارة الطبيب إذا لزم الأمر للتحقّق من سببه وبدء العلاج المناسب:
- الجفاف
عدم شرب كمية كافية من المياه يُعتبر السبب الأول لسوء رائحة البول. عندما يتعرّض الجسم للجفاف، يصبح البول داكن اللون ورائحته قويّة جداً. هذه هي الطريقة التي يلجأ إليها الجسم لإخباركم بضرورة ترطيبه وشرب كمية جيّدة من المياه. لكن يجب عدم إنتظار بلوغ هذه المرحلة حتى تشربوا جرعات إضافية من المياه، إنما يجب اصطحاب الزجاجة معكم أينما ذهبتم وشربها مع مرور كل فترة وجيزة.
- تناول هذه الأطعمة
يشتهر الهليون بقدرته على التسبب برائحة بول قويّة، غير أنه ليس الوحيد. يمكن لأطعمة أخرى، كالبصل، وبعض البهارات، والثوم، والكاري، والسلمون، والكحول، وحتّى القهوة أن تغيّر الرائحة. كذلك بإمكان الغذاء الغنيّ بالملح أن يجعل البول أكثر تركيزاً، فيمنحه رائحة قويّة جداً تتخطّى تلك التي اعتدتم عليها.
- إلتهاب المسالك البولية
السبب الطبي الأكثر شيوعاً لتغيّر رائحة بول النساء هو إلتهاب المسالك البولية. البكتيريا المُسبِّبة لهذه المشكلة الصحّية تُصدر رائحة، جنباً إلى جعل البول يبدو قاتماً أو دموياً، والشعور بحروق.
- السكري
إستهلكوا أكثر بقليل من الحلويات وستميلون إلى معاناة وجع الرأس الناتج من السكّر. إلّا أنّ الإفراط في هذه المادة بإنتظام قد يؤدي إلى إرتفاع معدل السكّر في الدم أو حتّى السكري من النوع الثاني. واحد من الوسائل الأولى التي يستعين بها داء السكري تتجلّى في الحمّام، حيث يدفعكم إلى التبوّل بشكل أكثر تواتراً.
- إضطراب جيني
رُبط بعض الإضطرابات الجينية برائحة البول. إذا كانت الرائحة حامضة أو سمكية (Fishy)، من المحتمل أنكم تعانون متلازمة رائحة السمك المسؤولة عن رائحة جسم مروّعة جداً مهما حرصتهم على تنظيف أسنانكم أو الإستحمام. هذه المشكلة أكثر شيوعاً لدى النساء، ويمكن للأعراض أن تتفاقم أو تصبح أكثر وضوحاً خلال سنّ البلوغ، أو قبل الدورة الشهرية وخلالها، أو بعد تناول وسائل منع الحمل، أو خلال إنقطاع الطمث.
- الإباضة
الهرمونات ذاتها التي تحمل الجنين في الرحم من الحمل حتى الولادة، أي الإستروجين والبروجستيرون، تعمل أيضاً خلال الدورة الشهرية، وإن كان ذلك على نطاق أصغر. ما يعني أنه يمكن الإنتباه أكثر إلى رائحة البول أثناء الإباضة. في حين أنّ الهرمونات لا تُغيّر بالضرورة رائحة البول بحدّ ذاتها، إلّا أنها تزيد القدرة على استنشاقها، إستناداً إلى دراسة صدرت في “Biological Psychology”.
- الحمل
التغيّرات الهرمونية التي تجعل من الممكن للجنين أن ينمو هي نفسها التي تدفع إلى التبوّل كل فترة وجيزة، مع إحتمال إصدار رائحة جديدة. يمكن للبول أن يملك رائحة أكثر حدّة بسبب الهرمونات التي يتمّ إنتاجها خلال الحمل، خصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
- إنعكاسات بعض العقاقير
يمكن لفئة من المكمّلات، والفيتامينات، والأدوية، خصوصاً الفيتامين B6، والـ”Multi-Vitamins”، والعقاقير الخاصّة بالقلب والحمل، أن تسبب تغيرات في رائحة البول. يتمّ وضع منكّهات صناعية على بعض الطبقات الخارجية للعقاقير كي يتقبّلها المستهلك، إلّا أنها تستطيع أيضاً تغيير رائحة البول. هذا الأمر لا يُثير القلق بشكل خاصّ، لكن لا بدّ من إخبار الطبيب بالأمر إذا تغيّر فجأة، أو إذا واجهتم آثاراً أخرى سلبية مرافقة للرائحة.