باشر مسرح عشتار بالشراكة مع حملة انقذوا الأغوار بتدريب مجموعة من الشباب والشابات من الاغوار لإنتاج عمل مسرحي جديد يحمل قصص الأغوار الى شوارع وساحات بلديات مدن الضفة الغربية، تبدأ جولة العروض يوم السابع من أيار المقبل بقرية فصايل في الأغوار الجنوبية ضمن فعاليات مهرجان عشتار لمسرح المضطهدين الدولي – النسخة الخامسة، ليتم بعد ذلك تقديم تسعة عشرة عرضاً في الضفة الغربية وثلاثة عروض في الأردن. هذا المشروع بدعم من مجموعة حقوق الأقليات وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، وصندوق الأمير كلاوس، وسيدا السويد.
أجرى المسرح خلال الشهر الماضي ورشات عمل مع مجموعات مختلفة من مناطق متعددة في الأغوار منها بردلة، عين البيضاء، فصايل والجفتلك. تم مقابلة اكثر من 25 شاب وشابة تتراوح اعمارهم بين ال18 وال28 عاما، وتم اختيار ثماني اشخاص منهم أربعة شباب وأربع شابات، تتوفر لديهم الإمكانيات العملية للمشاركة بنشاط مسرحي.
يعمل المسرح مع المجموعة الشبابية بمعدل 4 أيام أسبوعياً، يتدربون خلالها على تقنيات مسرح المضطهدين، ويسلطون الضوء على ثلاث مواضيع ومؤرقة تواجه سكان الأغوار وبالأخص المناطق المهمشة منها والأقل حظاً، مثل العمل في المستوطنات، والصحة والتعليم. وقد أعربت مخرجة العمل ايمان عون عن أهمية نقل هذه المواضيع للشارع الفلسطيني وتضيف "نحن في مسرح عشتار نريد ان ننقل صوت الناس ليس فقط للشارع الفلسطيني بل لصناع القرار والمؤسسات المحلة والدولية".
ومن الجدير ذكره أنه يقطن في الأغوار اكثر من 65 ألف فلسطيني يعانون من التهميش والعنصرية وشح موارد الحياة الأساسية، وخصوصا التجمعات السكنية البدوية التي تعاني من غطرسة وعنصرية الاحتلال بشكل دوري. وحسب تقارير الاتحاد العام للنقابات الفلسطينية يوجد ما يقارب الـ 25 مستوطنة زراعية في الأغوار تشغل ما يقارب الثلاثة آلاف عامل 30% منهم من الإناث وهذه الأرقام لا تشمل عمال المصانع الموجودة في الأغوار ولا الأطفال العاملين في المستوطنات.
يهدف مسرح عشتار من هذا المشروع الوقوف مع مجتمع الاغوار في محاربة العنصرية الاسرائيلية عن طريق المسرح، وبناء حلقة وصل بين سكان الأغوار وسائر المجتمع الفلسطيني، الاضافة الى تدعيم شباب الأغوار وتزويدهم بمهارات يستطيعون بها مواجهة العنصرية المتزايدة التي تمارس بحقهم من قبل الإحتلال.
كما يهدف المشروع الى نشر حرية التعبير من خلال تحويل المسرح في فلسطين الى منصة لطرح قضايا عالقة في الشارع عوضا عن طرحها فقط في القاعات المغلقة، وجذب انتباه الجمهور وصناع القرار لما يحدث في تلك المناطق المهمشة.
من ناحيته يؤكد الناشط رشيد صوافطة من حملة إنقذوا الأغوار- شركاء مسرح عشتار في هذا البرنامج - أن الحملة تعتبر المسرح وسيلة مهمة لنقل صورة ما يحدث يالأخص لمن يجهلها، وعليه يقول صوافطة "تكمن أهمية المشروع في أنه يعنى بفئة الشباب ويهدف لتأسيس فرقة مسرح في مناطق الأغوار".
كما إتفق الشباب والشابات الذين تم اختيارهم لهذا العمل على انهم يضعون آمالهم في هذا المشروع لينطلقوا حاملين رسائل من منطقتهم لبقية المدن الفلسطينية.. تقول عفاف صوافطة إحدى المتدربات: "أريد ان أوصَل للعالم الذين لا يسمعون اصواتنا، أن في الأغوار شباب وشابات أصواتهم عالية وبحاجة لمن يسمعها ".
يجدر بالذكر ان المسرحية من اخراج ايمان عون؛ مساعد المخرج وجوكر العمل محمد عيد، تمثيل رنا برقان من مسرح عشتار، عفاف حسن ،لافي اليانوني ،عاطف حسن، سيرين رشيد، أيوب مساعيد ،مشاعل سبيتان ومحمد ابو هنية.