انــتــقـــام أوبـــامــــا !

الرئيس-الأمريكي-باراك-أوباما111
حجم الخط

الامتناع الأميركي عن التصويت على قرار 2334 لمجلس الأمن فرصة ضائعة هائلة من رئيس القوة العظمى الوحيدة في المعمورة. هذا انتقام صبياني مسّ بالذات بأولئك الذين لم يقصدهم.
كان يمكن لأوباما أن يشترط قبول القرار بصيغة تميز بشكل واضح بين الحائط الغربي (المبكى) وبين موجة الحجارة في نابلس؛ بين تعديلات حدودية اضطرارية مثل الأراضي قرب اللطرون، حيث يمر طريق رقم واحد إلى القدس وبين الضم؛ بين عامونا وبين رمات اشكول، بين المستوطنات المنعزلة وبين الكتل الكبرى الثلاث، التي بموجبها يوجد منذ سنين توافق عملي. إضافة إلى ذلك، كان ينبغي أن يكون هناك تمييز أمني واضح يخرج كل البلدات على طول غور الاردن.
وعندها، مع مثل هذا التمييز الواضح، من المعقول الافتراض بأن أكثر من 50 في المئة من الاسرائيليين كانوا سيتمكنون من التعايش مع القرار، وربما تأييده.
ولكن اوباما لم يفعل هذا؛ فقد انتقم من الجميع لأن «بيبي بدأ بل أهان»، على حد قول الأميركيين.
ومع أن الخطوة الأميركية في الامم المتحدة يمكن أن تتخذ صورة الاستفزاز ضد اسرائيل فان شكل استخدام الضغوط من إدارة اوباما على الأعضاء المتغيرين في مجلس الأمن – بينهم اوكرانيا والسنغال – يناسب بقدر أكبر «السمسار» أكثر مما يناسب قوة عظمى.
لقد مسّ القرار الأميركي بالأغلبية الساحقة من الاسرائيليين، وهو ذو آثار اقتصادية وسياسية محتملة على المدى البعيد. صحيح أن قانون التسوية هو استفزاز من حكومة اسرائيل، ولكن الولايات المتحدة هي القوة العظمى، وبالتالي كان ينبغي لها ان تتصرف «كالراشد المسؤول».
النتائج على الأرض تشهد: إدارة أوباما لا تفهم في الشرق الأوسط، فقد بدأ هذا مع الرئيس مرسي في مصر، انتقل إلى السعودية، ومن هناك إلى سورية والآن إلى إسرائيل.
«إرث» أوباما بالنسبة لنا سيكون على ما يبدو أنه نجح في ربط أحزاب المعارضة مثل «المعسكر الصهيوني» و»يوجد مستقبل» بالائتلاف في معارضة الجميع للخطوة الدولية.
بتقديري، مع نزول أوباما عن المسرح الدولي ومجيء ترامب مكانه، الشهر القادم، حيث يتمتع بأغلبية جمهورية في الكونغرس، ستخرج الولايات المتحدة ببيانات تأييد قاطعة لإسرائيل، وستعمل على التنكر لقرار مجلس الأمن ولارث أوباما في المنطقة.
من يدري: يحتمل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات مالية على الأمم المتحدة عقاباً لها.
تقاليد العقل: عندما يتخذ زعيم العالم الحر قرارات مصيرية وهو يرتدي ملابس رياضية على ملعب الغولف في هاواي وليس في الغرفة البيضوية فإن الكرات البيضاء التي يضرب بها تسقط بالفعل في حفرة، ولكن ليس بالضبط في الحفرة السليمة.
وهناك على ما يبدو أيضا ستبقى معظم مبادراته في الشرق الاوسط: عميقاً تحت الأرض.