اليسار الصهيوني لا يتحمل وجود إنسان شرقي رئيساً للحكومة !

20162912083102
حجم الخط

أعلن عمير بيرتس، الأسبوع الماضي، أنه سيتنافس على رئاسة حزب العمل.
ورغم أن بيرتس تجول كثيرا في معسكر الوسط – اليسار، إلا أنه أحد السياسيين النزيهين والشجعان الذين عرفتهم اسرائيل.
فهو شجاع ليس فقط لأنه تمسك بالقيم الاجتماعية قبل أن تكون موضة، بل لأنه تجرأ على التنافس على رئاسة الحزب الذي هو الأكثر أشكنازية هنا، رغم الفؤاديين والأربيليين، بالضبط كما هو: مغربي، من سكان سدروت، يتبنى مواقف يسارية اشتراكية صهيونية واضحة، ورجل ميدان حقيقي (خلافا للصورة التي يتصف بها معظم أعضاء حزبه).
عندما نافس في المرة السابقة على رئاسة حزب العمل أمام شمعون بيريس، قال لي ذات مرة، تنبأت جميع الاستطلاعات بفوزي المؤكد.
ولكن بالنسبة لي أنا أُقدر بيريس كثيرا، لذلك اقترحت عليه رئاسة الحزب قبل يومين، وأن لا أستمر في المنافسة، شريطة أن أكون رقم 2 في الحزب.
لكن بيريس رفض هذا الاقتراح، رغم أنه قرأ الاستطلاعات. وبعد بضعة ايام من احتلالي رئاسة الحزب، ترك بيريس حزب العمل وانتقل إلى «كديما»، وترك معه كل الأصدقاء الجيدين الذين لم يتمكنوا من تحمل الخزي، ما اضطرني إلى تغيير الاستراتيجية والعودة إلى أصلي، أي الشرقيين في المحيط، حيث اعتبرني البعض منهم رغم يساريتي واحدا منهم.
كما هو معروف كان النجاح كبيرا، فقد حصل حزب العمل برئاسته على عدد غير مسبوق من الأصوات في معظم مدن التطوير والأحياء الشرقية التي اعتبرت دائما أن حزب العمل هو «مباي».
ورغم ذلك لم يحصل بيرتس على عدد المقاعد المطلوبة للائتلاف وأن يصبح رئيس الحكومة الشرقي الأول. كيف حدث ذلك؟ الجواب بسيط. جميعهم شمعون بيريس.
أي جميع اليسار الصهيوني الاشكنازي، لم يكن يستطيع تحمل فكرة أن يكون شخص شرقي رئيسا للحكومة، لأن اليسار الصهيوني الأبيض هو كل شيء باستثناء اليسار.
فهو يتحدث بنغمة عالية عن الاشتراكية والمساواة وأخوة الشعوب، ويطلق المبادرات مع الفلسطينيين، لكن عندما يصل الامر الى الموضوع الشرقي، فانه ينضم الى اليمين الابيض في أخوة قبلية ويصرخ «أنتم خمينيون»، مثلما حدث في تلك الوقفة الانتخابية في بيت شيمش في العام 1981.
لا، لا تخرجوا اللسان. اليسار الصهيوني على حق. من الافضل منح السلطة لليمين شريطة أن لا يحظى بها المغربي. لأنه اذا كان في السلطة فما الذي سيحدث لنا؟ ومن الذي سيهتم بأن لا ندفع ضريبة الدخل والتأمين الوطني؟ ومن سيهتم بشطب ديوننا الكبيرة مرة تلو الاخرى؟ ومن سيحافظ على حقنا في السكن فقط مع أمثالنا؟ ومن سيهتم بالمجالس الاقليمية التي تستمر في صيانة عدم المساواة بين الكيبوتسات ومدن التطوير؟
صحيح أن بيرتس لم يكن سيفعل ذلك، ولو حتى القليل من ذلك.
فهو جزء لا يتجزأ من حزب العمل، وعندما انتخب ليكون رئيسا له، أعلن فجأة عن «موت المارد الطائفي».
ولكن يكفي أصله ولهجته المغربية ورسائله، التي تلامس دائما الشرقي (العامل، حقوق العمال، الحد الادنى من الاجور) من اجل ابعاده عن النادي الفاخر بنظر نفسه، حتى لو كان معنى ذلك انتصار اليمين.
لأن هناك أمورا أكثر أهمية من الاحتلال والرأسمالية وعدم المساواة. مثلا أن تكون اشكنازيا حاصلا على الامتيازات.