أحيت الجماهير الفلسطينية في كافة محافظات الوطن، يوم أمس السبت، الذكرى الثانية والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحركة فتح عبر مسيرات جابت شوارع غزة والضفة، إضافة إلى إيقاد الرئيس لشعلة الانطلاقة في مقر المقاطعة برام الله.
وفي إطار تلك الاحتفالات، نظم الجناح العسكري لحركة "فتح" كتائب الأقصى - لواء العامودي، عرضاً عسكرياً مهيباً جاب شوارع مدينة غزة، في مشهد غاب عن الأذهان منذ العام 2007م، الأمر الذي دفع بالجماهير الفلسطينية إلى الاصطفاف في الشوارع واستقبال العرض بالزغاريد وإطلاق النداءات المرحبة.
وللتعليق على أهدافه، قال المحلل السياسي وأستاذ جامعة الأمة د. حسام الدجني، إن العرض العسكري الذي نظمته كتائب الأقصى في غزة أمس، رسالة ذات دلالة هامة للاحتلال الإسرائيلي، بأن حركة فتح انطلقت من أجل الكفاح المسلح والتحرير، كما أنها تهدم أوهام من يعتقد بأنه من الممكن أن يتم تأجيل الكفاح المسلح من أجل المفاوضات.
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر غزة د. إبراهيم أبراش، أن هذا العرض يدل على بداية إنفراجة في العلاقات بين حركتي فتح وحماس، مشيراً إلى أن قبول حماس بفعاليات الانطلاقة في غزة يُشير إلى وجود تفاهمات بين الحركتين.
من جانبه، بيّن المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة، أن سماح حركة حماس بخروج الجناح العسكري لحركة فتح في موكب عسكري مهيب، يأتي في ظل التوافق والانسجام بين الحركتين، ولقاء الرئيس بمشعل في الدوحة قبيل انعقاد المؤتمر السابع، وما تبعه من جملة تسهيلات في الضفة وغزة.
وأشار الدجني، إلى أنها رسالة لقيادة الحركة في الضفة، مفادها أن عودة حركة فتح لعنفوانها وقوتها، يتطلب أن تتمسك بخيار الكفاح المسلح، وذلك في ظل وجود حكومة متطرفة لا تؤمن بالسلام وطريق المفاوضات.
ولفت أبراش، إلى أنها رسالة بأن حركة فتح لم تتخلى عن الكفاح المسلح، كذلك أن المراهنة على العمل السياسي والدبلوماسي لا يعني التخلي عن نهج الكفاح والمقاومة.
وشكك أبو سعدة، في أن تكون حركة "فتح" مؤيدة لهذه المظاهر، المتمثلة بخروج موكب عسكري مهيب يجوب شوارع القطاع، مرجعاً ذلك إلى التوافق والانسجام السياسي بين فتح وحماس في ظل اللقاءات الأخيرة.
وأكد الدجني على أن هذا العرض الكبير، يُشكل رسالة هامة موجهة لحركة فتح، بأن جنحاحها العسكري ما زال العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الحشد رسالة دولية وإقليمية بأن قطاع غزة عنوان المقاومة لاستعادة الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أبراش، أن هذا العرض العسكري، يُعد رسالة داخلية للرئيس الرافض للعمل المسلح وما زال يتمسك بالتسوية السياسية، مشيراً إلى أن غزة لديها خصوصية بما تملكه من صواريخ خلافاً عن الضفة التي لا تمتلك الوسائل القتالية.
وشدد أبو سعدة على أن الاحتلال يدرك بأن قطاع غزة منطقة بها الكثير من حركات المقاومة المسلحة، مستبعداً أن يشن الاحتلال الإسرائيلي أي عدوان في ظل اختلال ميزان القوى بينه وبين التنظيمات الفلسطينية.
ونوه الدجني إلى أن حرص الجناح العسكري لـ "فتح" عرض هذا الكم الكبير من المقاتلين، يأتي في سياق الرسائل الموجهة للاحتلال بأن المقاومة موحدة في الميدان، وأن بوصلة التحرير هي مجابهة الاحتلال والاستيطان، مضيفاً أن قطاع غزة حاضنة وداعمة المقاومة لكافة الأجنح العسكرية التي تصطف في خندق واحد.