رغم التفاؤل الكبير الذى يشعر به الفلسطينيون بعد إصدار مجلس الأمن الدولى قراره الشهير رقم 2334 لإدانة الاستيطان الإسرائيلى فإن تقديرى كصحفى متخصص فى الشئون الفلسطينية للأوضاع فى عام 2017 الذى هل علينا أمس بقدمه اليسرى يجعلنى أشعر بقلق وخوف على القضية الفلسطينية لايعادله إلا قلق وخوف عامى وعد بلفور والنكبة، فكل المؤشرات تصل بنا إلى سيناريوهات كارثية فى عهد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب حيث لم يتخل عن وعوده للكيان الإسرائيلى بعد أن جرى انتخابه بالفعل بل زاد على ذلك أمرا غير مسبوق فى تاريخ العلاقات الدولية عندما تعهد بعد صدور القرار 2334 بالعمل على تغيير الأمم المتحدة كمنظمة تهتم بشئون العالم عقابا على على تصويتها ضد تل ابيب وطالب حكومة نتنياهو بالصبر والتحمل حتى يدخل البيت الأبيض فى العشرين من يناير الحالى وكأن اوباما بقراره الامتناع عن التصويت وبطرح رؤية حل الدولتين على لسان وزير خارجيته جون كيرى لم يكن يهدف إلا إلى إثارة حماسة الرئيس الجمهورى المقبل ليكون أكثر ولاءً لإسرائيل وحتى ينفذ فى الذكرى المئوية لوعد بلفور هذا العام ماجاء فى طرح كيرى عن يهودية الدولة وليس العكس. والدليل على توقعاتى المتشائمة والتى لا أتمنى ان تتحقق جاء على لسان نفتالى بينيت وزير التعليم وزعيم حزب »البيت اليهودي« المتطرف، الذى أكد بعد رؤية أو قل كابوس كيرى إن حكومته ستعزز سيادتها بفرض القوانين المعمول بها فى المدن الخاضعة لسيطرتها على مستوطنات الضفة، مشددا على رفضه لفكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وقصرها على غزة، مشيرا الى انه سيتم اسقاط فلسطين من جدول الاعمال الدولي، فى العشرين من الشهر الحالى .
عن الاهرام