نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمحررة الشؤون العلمية سارة كنابتون، تقول فيه إن الباحثين العلميين اكتشفوا أن الدجاج قادر على التفكير المنطقي أكثر من الأطفال، بل إنه يظهر ميولا ميكافيلية، وليس كما كان يعتقد في السابق بأنه حيوان ذو عقل صغير.
ويشير التقرير إلى أن دراسة نشرت في مجلة علمية أمريكية متخصصة في المعرفة عند الحيوانات "أنيمال كوغنيشن"، توصلت إلى أن التفكير عند الدجاج تم التقليل من قدراته، حيث أظهرت الدراسة أن لديه قدرات تفكير تشبه الموجودة لدى الثدييات والقرود.
وتلفت الكاتبة إلى أن الدراسة كشفت عن أن الدجاج يتسم بدرجة كبيرة من الخداع، حيث يصدر أصواتا توحي بأنه بحاجة للطعام عندما لا يوجد طعام، ويقيق بشكل هادئ عندما يريد مغازلة دجاجة مع وجود منافس له؛ حتى لا يثير انتباه الدجاجة إلى وجود ديك منافس، مشيرة إلى أن الدجاج يتمتع بحاسة حسابية، ويفرق بين الدجاج الذي تم تفقيسه.
وتنقل الصحيفة عن الدكتورة لورو مارينو، الباحثة العلمية في مشروع "صموان"، وهو مشروع مشترك بين "فارم سانكشواري" ومركز "كيميلا" في الولايات المتحدة، قولها: "على خلاف بقية الطيور، فإنه يتم التعامل مع الدجاج على أنه سلعة أساسية، وليس بصفته حيوانا حقيقيا"، وتضيف مارينو: "لكن الدجاج لديه القدرة على التفكير والقيام بالاستنباط المنطقي، وهي قدرة يطورها الإنسان في سن السابعة تقريبا، ويفهم الدجاج الفترات الزمنية، وقد يكون قادرا على توقع أحداث المستقبل".
وتتابع مارينو قائلة: "من الناحية السلوكية فإن الدجاج متطور، ويمكنه التمييز بين الفراخ، ويظهر تصرفات ميكافيلية في التواصل الاجتماعي، ويتعلم بطرق معقدة تشبه الظروف التي يتعلم فيها الإنسان"، لافتة إلى أن "فكرة نفسية الدجاج غريبة على كثير من الناس".
وينوه التقرير إلى أن الدراسة كشفت عن أن الطيور أظهرت نوعا من التحكم بالنفس عندما يتعلق الأمر بمكافأة طعام أفضل، بالإضافة إلى أنها قادرة على تقييم النفس في حالة الهجوم، مشيرا إلى أن هذين ظرفان يقدمان صورة عن وعي الحيوان بنفسه.
وتفيد كنابتون بأن الدراسة تشير إلى أن التواصل لدى الدجاج معقد أيضا، ويتكون من مخزون كبير من العروض البصرية، وحوالي 24 صوتا يستخدمها الديك لجذب الدجاجة، أو يصدر أصواتا محذرة في حالة تعرضه للخطر، مشيرة إلى أن الدجاج يتعرض لمشاعر سلبية وإيجابية، بما في ذلك الخوف والترقب والقلق.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن الشخصية المتميزة لا تقتصر على الدجاج بعينه فقط، لكن أيضا على الدجاجة الأم، التي تظهر تنوعا من مشاعر الأمومة تجاه فراخها، ويبدو أنها تؤثر في تصرفات صغارها.