الكاتب: رنين الكيلاني
-1-
إنك لا تستطيع فهم الأمر كما يجب، عليك أن تدرك بأنني توقفت عن اصطياد الحياة، فهي من تصطادني كلّ يوم، تبتلعني كل الأمور التي تستحق ولا تستحق، ويلتهمني هذا الشتاء الغريب قبل أن يأتي، ولا أشعر بوجودي التّام والكامل هنا، وكأنني خارجة عن فيزيائية الوقت.
أمّا أنت تصرّف على هذا النحو أيضًا، وكأنني غير موجودة، وإن كان غيابي الافتراضي قاسيًا، ولا أتوقع هذا- اجعلني خيالا ان شئت، أطاردك في كل مكان، فتسبقني، ولا أستطيع مُجاراتك، فيسطع الضوء وأختفي.
-2-
إنك لا تستطيع فهم أن كلّ شيء يحدث، قد لا يكون مصادفة أحيانًا، كما نبرر له، قد يكون حقيقة نخاف أن نصدّقها، أو قدراً يحيك تلك الخيوط بطريقة متشابكة ومتلعثمة، تزيغ التّمعن بها وتتدحرج في فوهات ليست بالعميقة، على العكس من ذلك إنها ظاهرة كالشّمس، وكافية لسرد التفاصيل المؤلمة والمميتة.
-3-
إنك لا تستطيع فهم أنني أسوأ الأمور التي اجتمعت عليك يومًا، أنا وقت الفراغ السيء الذي لا تنتهي منه، الكابوس الذي تخشى النوم بسببه، الأحلام التي لم تحققها، الحياة التي لم تعشها، أنا هدف "تسلل" في المرمى المقصود بعد تعادلٍ طويل.
-4-
إنك لا تستطيع فهم أن لدي كلّ أسباب البكاء في هذا النص، لكنّني لا أبكي.