رحلة العمل الممزوجة بالموت، فاجعة مؤلمة أفاق عليها سكان غزة، صبيحة الخميس المنصرم، بعد فقدان الصياد الشاب محمد الهسي، إثر استهداف زوارق الاحتلال لمراكب الصيد بزخات من الرصاص، قبالة بحر السودانية شمال قطاع غزة.
صيادو غزة وزوارق الموت التي تنشرها البحرية الإسرائيلية، قصة لا تنتهي وعذابات يومية يعانيها الصيادين، إثر استهدافهم بشكل يومي ما يؤدي إلى تدمير قواربهم جراء تلقيها للأعيرة النارية، وأيضاً إصابة الصيادين برصاص بحرية الاحتلال بشكل مستمر.
وتتلخص قصة الصياد محمد، بإطلاق زوارق الاحتلال الإسرائيلي زخات كبيرة من الرصاص باتجاه مراكب الصيادين، ما أدى إلى تحطيم قاربه بشكل كامل، والعثور على بقايا المركب المدمر، دون العثور على جثمانه.
وبعد فقدان عائلة الهسي الأمل في العثور على ابنها محمد أحمد الهسي "30عام" وأب لثلاث أبناء، أعلنت عائلته بعد الاستماع إلى شهود العيان عن استشهاد ابنها محمد، محملة الاحتلال المسئولية الكاملة.
وأقامت اليوم السبت، جنازة رمزية لابنها الشهيد بمشاركة عدد من الشخصيات القيادية والاعتبارية، وجمع غفير من المواطنين، بعد أداء صلاة الجنازة على الشهيد محمد الهسي في ميناء مدينة غزة.
وأكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، على أن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بحق أبناء قطاع غزة، مطالباً بتقديم الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية.
وحمل بحر خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة صيادي غزة، مضيفاً أن الاحتلال يرتكب الجرائم بشكل يومي ليس بحق الصياد فحسب، بل أيضاً في قتل الأطفال والنساء وانتهاك الأعراض.
ودعا المؤسسات الدولية إلى الوقوف عند مسئولياتها تجاه تأمين حياة الصيادين، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني متماسك في وجه الاحتلال، لإبطال كافة مخططاته.
ودعا بحر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية إلى الوقوف عند مسئولياتها تجاه قطاع غزة، معرباً عن تضامنه الكامل مع عائلة الشهيد الهسي.
بدوره، قال مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، إن المئات من الصيادين والمواطنين الفلسطينيين خرجوا اليوم، تنديداً بجريمة الاحتلال بحق الشهيد الصياد محمد أحمد الهسي.
وأضاف بكرة خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن الاحتلال ارتكب جريمة كبيرة بحق مركب فلسطيني مدني، مشيراً إلى أن هذه السابقة تُنذر بمؤشرات خطيرة باتجاه قطاع الصيد.
ولفت إلى أن هذه الحادثة الأولى من نوعها التي يقوم بها بارجة حربية بدهس قارب صيد فلسطيني وتحطمه بمن بداخله، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال، وتوفير الحماية اللازمة للصيادين الفلسطينيين.
ويذكر أن بحرية الاحتلال تتعمد إطلاق النار باتجاه الصيادين بشكل يومي، الأمر الذي ينغص يحول دون ممارسة أعمالهم، وتحصيل قوت يومهم.