بعد "ألّفت ولا تؤلفان" ألّفت للمرة الثالثة، وستؤلف للرابعة والخامسة (وربما تجتاز في ألوفيتها سلم "ريختر" المفتوح الدرجات .. والألوفيات)! مع هذا، فالقياميون الآخرويون لا ينفكون عن قصص نهاية العالم، رغم أن البشرية اجتازت تفسيراتهم لنهاية العالم (الأرض) حسب رؤيا منسوبة لحضارة "المايا"!! اللافت أن علماء دانماركيين اطلقوا، حديثاً، نبوءة ليس عن نهاية الكرة الأرضية والبشرية معها، ولا عن نهاية اشتعال نجم الشمس بعد ٦ مليارات سنة، بل عن "نهاية الكون" .. وتحدثوا عن بدء "انهيار الكون" .. قريباً؟! كيف هذا؟ وعلماء الفيزياء الفلكية حائرون أمام اللغز الأكبر في فهم ٩٥٪ من مساحة الكون الشاسع، وهي مادة غامضة (المادة السوداء) مسؤولة عن تمدد الكون بلا توقف! قاسوا محيط الكون بـ 6.13 مليار سنة ضوئية (أكرر ضوئية) و"رأوا" أبعد مجرة فيه، بل و"صوروا" الانفجار الأعظم "بيغ بانع" بعد مئات آلاف السنوات من انفجار "البيضة" المولّدة للكون، وهي تشبه "النطفة" مجازاً! ماذا كان قبل "الانفجار الأعظم" ومن رحمه تولّدت هناك مليارات المجرات .. وتتولد (مجرتنا درب التبانة دارت حول نفسها عدة دورات فقط منذ خليقة الكون)! في الفلسفة الوجودية يتحدثون عن "الوجود السابق لوجوده" أي عن الله الخالق كما عند جان - بول - سارتر.
حسب بعض النظريات، فلا يوجد في الفيزياء الكونية "خط مستقيم" لأن الكون "أحدب" وحسب نظريات اخرى، فإن سماء كوكب الارض ستغدو سوداء، نظراً لتباعد النجوم والمجرات، وحسب نظرية اخرى، فإن الكون توقف عن التمدد، فيما تقول نظرية غيرها ان تمدد الكون لا نهائي .. حتى التلاشي! وبما أن القدماء اعتقدوا ان كوكب الارض "مركز الكون وان نجم الشمس يدور حول الارض، فإن هناك من يرون نهاية لكوكب الارض حسب نظريتين: الاولى ان القمر يبتعد عن الارض بمقدار طفيف كل سنة، وعندما يصبح مثل "حجر في الهواء" ويفقد جاذبيته المتوازنة مع جاذبية الارض له، فإنه سوف يهوي .. وعلى الارض الفناء (والسلام).
حسب نظرية اخرى، فإن طاقة الشمس سوف تنفد بعد مليارات معلومة من السنوات، ومن ثم تتمدد الى "جيار احمر" تصل فيه شواظها الى كوكب المريخ، او "جيار اسمر" تبتلع فيه الأرض .. ثم تنكمش قزماً أبيض ثقيلاً جداً (هناك أقزام بيض كانت نجوماً).
هناك من يعتقد بـ "الكون النابض" أي أن الكون يتمدد كل ٧٥ مليار سنة، ثم يتقلص و"ينهار" على ذاته بعدها .. وهكذا! يبدو أن العلماء الفيزيائيين الدانماركيين من انصار نظرية "الكون النابض" أي بدء انهيار الكون .. ولكن لماذا يقولون "قريباً"؟ ما هو مفهوم "القرب".
إن حشرة "عاقلة" تعيش اسبوعاً سترى في زمن انفجار برميل بارود بطيئاً، لكن انساناً يعيش ٨٠ سنة سيراه سريعاً، او بتشبيه آخر عن "النسبية" فإن انفجار برميل بارود (كالذي تلقيه الطائرات السورية على حلب) غير احتراق ما فيه من رذاذ بارود اذا نثر على الطريق بشكل خط مستقيم! هناك لغز آخر غير لغز جهل ٩٥٪ من مادة الكون المجهولة، وهو: هل هناك اكوان اخرى (وليس مجرات اخرى) وكيف لنا ان نعرف اذا كان باع الكون هو 6.13 مليار سنة ضوئية .. فكم ألف مليار سنة ضوئية تفصل بين "كون" وآخر .. العقل يلتحم! سيقول المؤمنون ان يوم القيامة آت لا محالة .. ولكن "في يوم مقداره الف سنة مما تعدّون" لماذا "ألف سنة" وليس الف مليون او الف مليار؟ لأن ذهن الناس كان يرى "الألف عام" زمناً طويلاً.
أين الحقيقة؟ بعد "الأرض مركز الكون" صاروا يقولون "الانسان مركز حياة الكون" لكن حياة الانسان هي زمن يسير من عمر كوكب الارض، ولا تقارن حياته بمئات ملايين السنوات، حيث سادت الارض اشكال بدائية من الكائنات .. ولا بمليارات السنوات حيث تخلقت الخلايا الحية! "كلا .. إن الانسان لفي خسر" ولكن الارض في منتصف عمرها (في الاربعين من عمرها) وقادرة على خلق حياة جديدة، أرقى من حياة "الانسان البشري" .. ولكن هذا سيكون بعد "كارثة" كونية، ما دامت الكوارث الكونية تجدد الحياة (جرم نطح الارض فأباد الديناصورات ومهد للثدييات .. فالانسان).
على الانسان أن يعيش حياته كما لو ان العرق البشري سوف يستمر ألف عام أخرى بعد الالفية الثالثة .. او يهرب من الفناء الى مجرات اخرى!