لا يولد الإنسان بدون قلب ولكن مع مرور الوقت يفقد ذلك القلب الذي كان ينبض بالسابق يصبح حجرا قاسيا مجرداً من أدنى المشاعر حتى لو انهارت فوقه الكلمات والمواقف لا يتغير لقد أصبح ميتاً.
هل فقدنا أبسط شيء نملكه هل فقدنا الإحساس هل أصبحنا مجردين من كل الأشياء حتى من أجمل الأشياء حتى تلك الابتسامة الباهتة التي كنا نحتفظ بها من بقايا طفولتنا العابرة فقدناها هي الأخرى لماذا المشاعر الجميلة تتلاشى من داخلنا كلما تقدمت بنا الحياة نصبح أكثر وحشية واستبداداً كل يبحث عن مصلحته على حساب و مشاعر الآخرين.
لا تحكمنا سوى الأنا.
أصبحنا نقتل من حولنا بكلمة جارحة أو نظرة استهزاء لماذا أصبحنا هكذا لماذا فقدنا المحبة بأبسط تعاملاتنا ألسنا كلنا بشر ألسنا كلنا من تراب لماذا ندوس فوق أحلام الآخرين أليس من حق الجميع السعادة حتى لو كانت شيئا مؤقتا لماذا تحللون سعادتكم وتحرمون الآخرين منها تحقدون وتنتهكون حرمة الإنسانية دون سبب هل الوقاحة أصبحت عملة هذا العصر ألم يعد الخجل موجوداً في حياتنا نحن البشر حين نجلس على مائدة الطعام ونقلب مشاهد العالم الدموية بنهم واستمتاع كأنه مسلسل لن ينتهي نمسح أفواهنا وننهض سريعاً كأننا لم نشاهد أي شيء نذهب لعملنا في اليوم التالي نشجب ونستنكر نمقت الشارع والطريق نصرخ على واقعنا وكأننا لسنا جزءاً من ذلك الواقع ألسنا نحن من جعلنا اللون الرمادي هو لون حياتنا ومجتمعنا محونا السماء وحرقنا الأرض.
وبعد ذلك نجلس على طاولة العمل ونكلم الآخرين عن الإنسانية وعن حقوق الآخرين نعطي دروساً في الأخلاق والانتماء ونحن لا نستطيع أن ننتمي إلى أنفسنا العظيمة.
تهمس قلوبنا لنا أن نرتدي الحب في حياتنا لكن من سيعيد الحب للقلوب الميتة.
أين هي الأرض وأين هي السماء وأين نحن من كل هذا متى ستعود الألوان لقلوبنا متى ستصبح سماؤنا زرقاء صافية وأرضنا خضراء ناعمة متى سنصبح بشراً ونعود لإنسانيتنا التي جبلنا عليها.
ولا زلنا ننادي الإنسانية في المحافل والمؤتمرات لكي نجمع أكبر عدد من الإعجابات لكي نثني على قلوبنا الباردة ونرش العطر الأسود على المدعوين لكي تنتعش العقول النائمة والتي لا هدف لها سوى أن تكون ضيفا لهذه الدعوات ونجملها بالاقتباسات وبعض من الورود ننثرها على شواهد قبور إنسانيتنا الحمقاء.
نسير ونسير في هذه الحياة لا البشر يتغيرون ولا القلوب تتغير استبحنا كل شيء تجاوزنا كل الخطوط الحمراء مثلنا الحب جيداً أوهمنا من حولنا بالصداقة والنية الطيبة أصحاب القلوب البيضاء يتمسكون يدافعون ويتألمون من أصحاب القلوب السوداء ولكنهم وجدوا في هذه الحياة لينشروا أهدافهم ومبادئهم السامية ليغسلوا تلك القلوب السوداء من حب الذات والمصلحة والأنانية العمياء اتركوهم ليعيشوا بسلام ليؤسسوا حياتهم على النقاء والحب لا تقتلوهم بكلمة لا تسلبوهم حب الحياة أرجوكم كفاكم ظلماً وطغياناً.
أرجوك يا الهي اعد الحياة لتلك القلوب الميتة.