رئيس الحكومة القادم سيكون أسوأ من نتنياهو

20-10-14-571069374
حجم الخط

لن يدخن رئيس الحكومة القادم سجائر "نوبلس"، ولن تشرب زوجته نبيذ "فانتازيا". سيسافر جواً للقاء أسياده في واشنطن في طائرة مريحة وسيلتقي مع الرئيس الأميركي ووزير الخارجية. وسيجلس المراسلون في الطائرة وهم ينتظرون التجول والترفيه في واشنطن، حيث سيتمتعون بالخدمات التي تقدمها الدولة، وسيأكلون الفتات تحت طاولة السيد الى أن يتوفر لأحدهم السبق الصحافي: رئيس الحكومة حصل على 5 أجهزة سينما منزلية مع عدد كبير من الأفلام الإباحية.
سيثورالفيس بوك ، وسيكتب معارضو رئيس الحكومة بشكل منفعل "يوجد تسجيل"، وسيقول مؤيدوه: "لا يوجد أي شيء". ولكن الى حين حدوث السبق الصحافي سيتحدث السياسيون كما هو متوقع منهم، هذا الشيء موجود منذ عشرات السنين مثل اوقات العمليات في غزة: لا توجد ذاكرة تاريخية أو اسئلة مصيرية.
سيكون الجميع مثل رئيس الحكومة القادم والذي يليه والذي يليه ضد "الارهاب"، كل "ارهاب"، ضد الجنود وضد المواطنين وضد تقسيم القدس. وهذا ايضا منذ الضم في العام 1967، جميعنا مع تحطيم القدس العربية وتقسيمها الى احياء فقيرة وبائسة وتحويلها الى شظايا بعد أن كانت مدينة مركز قومي للضفة، ومكان التقاء الفلسطينيين من جنين وحتى الخليل. هذا لم يعد قائما، لكن من الذي يتذكر؟
إن العمى الاسرائيلي هو عمى مشترك لرئيس الحكومة ولأقزام "السبق الصحافي" ولبرنامج "كولبوتيك"، لكن ليس لاولئك الواقعين تحت الاحتلال. فهم ليسوا جزءاً من القصة، زجاجات سارة وسيجار بيبي. وليسوا جزءاً من الجدل حول ازاريا الجبان، بين مؤيديه من اليمين ومن اليسار (ازاريا الضحية)، وبين مؤيدي رئيس الاركان، ولا يشمل هذا النقاش دموع الأم الثكلى من الخليل ولا يشمل مطالبة عائلته بالعدالة، هذا دون الحديث عن أمته.
إن العمى الاسرائيلي هو عمى العين التي لا ترى نفسها، بل ترى اقوال ملتشين ونوني، ولا ترى 6.440 فلسطيني تم اعتقالهم في العام 2016 على أيدي "اولادنا جميعاً" وهم يقبعون في السجون وفي غرف التحقيق، في الطقس البارد، وهم يشتاقون الى أبنائهم، وبينهم أطفال. 2.029 منهم كانوا من سكان شرقي القدس التي يتم تدميرها. هذه هي الارقام الجافة وراء العمى الإسرائيلي.
يقفز الفلسطيني الى الوعي، ليس عندما يرتجف في محطة الشرطة وهو ينتظر والده ليساعده، والأب لا يأتي، وليس عندما ينام مع عشرة اشخاص في زنزانة واحدة، وليس عندما يحاول اجتياز الحاجز من اجل مصدر الرزق، وليس عندما يغني مع اصدقائه أغنية "قومية متطرفة" ويتم اعتقاله ويتعرض للضرب، بل الفلسطيني يقفز فقط عندما يقوم بقتل الاسرائيليين. وعندها للحظة – حادثة طرق أم ليست حادثة طرق – يتآكل الوعي. "مخرب دخل". تم اغلاق الخط الاخضر. الجنود هربوا بسبب ما فعلوه مع ازاريا. ويعود يسار الفيس بوك الى السيجار.
إن من يغرقون في الوحل ينسون شيئا واحدا وهو أن اولمرت يقبع في السجن بسبب الفساد وليس بسبب حرب لبنان الثانية وآلاف الضحايا، وليس بسبب "الرصاص المصبوب". لذلك حصلنا على بيبي بدلا منه.
إذا تمت اقالة بيبي فهذا لن يكون بسبب تحريضه ضد العرب (لقد اتهمهم هذا الكذاب بالحرائق ولم يعتذر)، وليس بسبب افعاله في "المناطق"، وليس بسبب الفقر الذي تسبب به للملايين، بل بسبب "التسجيل"، وسنحصل على من هو اسوأ منه. يجب استبدال رئيس الحكومة من خلال المعارضة في صراع سياسي وليس من خلال نميمة تسوكربرغر.
هكذا أنهى توماس مان "د. فاوست": "سيعفو الله عن روحكم التعيسة، يا قطعان وطني".