مــا لا نـعـرفــه عـن قـــدرات "السـايـبر" لـدى "حمـاس"

Moshe-ShaiFLASH90
حجم الخط

 

 

تعمل في «حماس» وحدة سايبر قدراتها لا بأس بها، هكذا يتبين على خلفية الحملة الخاصة التي تخوضها شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الأمن العام «الشاباك» ضد المنظمة الغزية. 
وقد تلقت وحدة السايبر لدى «حماس» مساعدة من الخبراء.
تشير مساعي «حماس» المتواصلة منذ أشهر طويلة إلى الخطر الأكبر على أمن المعلومات والى احتمال الإضرار بالأمن القومي الكامن في الانترنت، في أجهزة الهواتف الذكية، في الشبكات الاجتماعية، وفي كل وسائل الاتصالات الرقمية. 
هذه الأمور ليست جديدة. ومع ذلك، فإننا نتفاجأ في كل مرة مجدداً عندما يتبين كم نحن منكشفون وكم سهلا كشف أسرارنا.
ذات مرة خرجت وحدة أمن ميدانية في رحلة كان شعارها «العدو يتنصت» وذلك لتعميق الوعي بين الجنود بعدم الثرثرة في شبكات الاتصالات، في الهواتف (الأرضية) أو في الأحاديث العادية في الشارع.
منذئذ تغير اسم وحدة أمن المعلومات، وتطورت التكنولوجيا: أضيفت حواسيب على أنواعها وهواتف ذكية تستخدم ليس فقط كأجهزة اتصال بل وأيضا ككاميرا وأجهزة تسجيل وغيرها. ولكن الجمهور لم يتغير – الحياة والموت على رأس اللسان.
تقوم «حماس» بمساعٍ دائمة للتسلل عبر الشبكات الاجتماعية وانتزاع معلومات من الجنود والضباط في الجيش عن وحدات الجيش الإسرائيلي، عن التدريبات، عن المخططات العملياتية، وعن وسائل القتال، وتشهد هذه المحاولات على الشوط الطويل وعلى التغيير الذي يجتازه عالم التجسس.  فهو يحتاج إلى عملاء، مع مصاعب تجنيدهم، كي يأتوا له بالمعلومات.   وبدلا من هذا يمكن عمل ذلك من خلال الفيس بوك، الواتس أب، التويتر وغيرها.
يبدي ضباط الاستخبارات لدى «حماس» إبداعاً، فهم يتسللون إلى الشبكات الاجتماعية ويسرقون هويات المستخدمين. 
وفي الغالب يفعلون هذا من خلال هويات مسروقة أو وهمية لنساء شابات، حسناوات في الصور المرفقة، ويبدؤون في البحث عن ضحاياهم بين جنود الجيش الإسرائيلي. 
يبدأ هذا بالتسكع العادي بهدف التطور إلى حديث يسلم فيه من يتعرض إلى الإغراء ويوافق على الحديث عن تفاصيل عن نفسه، عن رفاقه، عن الوحدة التي يخدم فيها والصور من خدمته العسكرية. 
في حالات أخرى يتسلل رجال «حماس» إلى المجموعات التي أقامها جنود في الجيش في كل المستويات: الطاقم، السرية، أو الكتيبة.
لحسن الحظ، نجح أمن المعلومات و»الشاباك» – المخابرات في اكتشاف عمليات السايبر التابعة لـ «حماس»، وكشفها وربما أيضا تضليل ضباط الاستخبارات لدى «حماس» والتسلل عبرهم إلى منظوماتها، ما يسمى في لغة الاستخبارات «نسخهم».
ولكن هناك ما لا نعرفه. ينبغي أن نأخذ بالحسبان أنه قد يكون التجسس المضاد وحماية السايبر لدى «أمان» و»الشاباك» لم ينجح في منع كل محاولات «حماس»، وينبغي الأخذ بالحسبان أيضا سيناريو الحالة الأسوأ. بمعنى أن يكونوا نجحوا في الحصول على معلومات مهمة وسرية، وفي إسرائيل لا يعرفون هذا.
إذا كانت هذه هي قدرات السايبر لدى «حماس»، فيمكن التقدير بأن هذه القدرات لدى «حزب الله» وإيران أكثر تطورا بكثير. 
لم يعد قتال السايبر موضوعاً للمستقبل، بل بات هنا وبكل القوة.

عن «معاريف»