كوني مصاب بالتوحد من الدرجة الفلانية- لا أذكرها ولا أظنني اهتممت بسماعها في المقام الأول- كما يقول طبيبي المزعج وألعابه السخيفة التي يضعها على وجهي، ويده الباردة على بطني مداعبًا إياني كأنني طفلٌ في الخامسة! عليه أن يحترم أنني شاب أطول منه ويمكنني أن أدوسه بحذائي العملاق كما داس عقل أمي وجعلها تنسى أنني طفل مدلل أناني فقط ولا أحتاج لأي علاج نفسي لعين في عيادة لعينة ومهدئات لعينة كأنني مخلوق فضائي سمج!!!
لقد بلغت عامي الرابع عشر لكنني أبدو أكبر، فحين أقف أصير شجرة أرز، وحين أنام أصير نهرًا، وحين أجلس أبدو كتمثال موسى،لكنني لا أقف ولا أنام ولا أجلس كثيرًا، أنا أتقوقع على نفسي، فأصير عجينة صماء سرعان ما تجف وتتيبس... شيئًا زائدًا في هذا العالم المليء بالشذوذ والفساد والشعراء الذين حتى وإن ماتوا لا يجوز استحضار قصائدهم، وفوق البؤس هذا كله، توجد الحرب.. الحرب بحروفها الثلاثة الجميلة واقفة لا تغفو، وأين أنا من هذا العالم؟ غير طفلٍ كقشة أسنان نظيفة ومدللة.