من أين جاءت مصطلحات اليمين واليسار في السياسة؟

من أين جاءت مصطلحات اليمين واليسار في السياسة؟
حجم الخط

لعلك تسمع في نشرات الأخبار عن أحزاب اليمين واليسار فهي من المصطلحات والتعبيرات التي تُستخدم يوميًا، حيث تعبّر عن الليبراليين والمحافظين، لكن هل تعرف أصل تلك المصطلحات؟

 

 

أصل اليمين واليسار في السياسة

يرجع أصل هذه المصطلحات إلى ترتيبات جلوس السياسيين خلال الثورة الفرنسية، حيث حصل انقسام بينهم في صيف عام 1789، حين اجتمع أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية لبدء صياغة الدستور. وكانت النقطة الجدلية حول صلاحيات الملك لويس السادس عشر وسلطاته. وحين احتدم النقاش تَوزعَ السياسيون إلى فريقين في قاعة الجمعية. الثوار المعارضون للملكية جلسوا إلى يسار رئيس الجلسة، فيما جلس الأعضاء الأرستقراطيون الأكثر تحفظًا، أنصار الملكية إلى يمين رئيس الجلسة.

 

 

استمرت هذه التقسيمات خلال عام 1790 حيث كانت الصحف تشير إلى التقدميين أي اليسار، والتقليديين أي اليمين في الجمعية الوطنية الفرنسية. لكن مع وصول نابليون بونابرت إلى الحكم اختفت جميع هذه الفروق. إلا أنه مع انتهاء حكمه وبداية النظام الملكي الدستوري عام 1814، عاد كل من الممثلين الليبراليين والمحافظين ليأخذوا مواقعهم في اليمين واليسار في الغرفة التشريعية.

 

 

 

اليمين واليسار من فرنسا إلى جميع أنحاء العالم

وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، دخلت مصطلحات اليمين واليسار إلى العامة في فرنسا، لتعبّر عن الأيديولوجيات السياسية المتعارضة. حتى أن الأحزاب السياسية بدأت تقدّم نفسها بمصطلحات مثل “يمين الوسط” و “يسار الوسط” و “اليسار المتطرف” و “اليمين المتطرف”،.

 

لم تبقَ هذه المصطلحات في حدود فرنسا، إنما انتقلت إلى جميع أنحاء العالم خلال سنوات 1800، لكنها لم تكن شائعة في الدول التي تتحدث الإنجليزية حتى وقت مبكر من القرن العشرين. اليوم، يُستخدم المصطلحان للتعبير عن الطيف السياسي في البلاد، لكن لا تزال أصولها واضحة في ترتيبات الجلوس في الهيئات التشريعية. ففي الكونغرس الأمريكي، يجلس الديمقراطيون والجمهوريون في جهات متقابلة في غرف مجلس النواب والشيوخ.