الفـشــل المـتـوقــع لمــؤتـمــر بـاريـس

paix-proche-orient-afp_0
حجم الخط

لقد انتهى مؤتمر باريس كما هو متوقع بصوت ضعيف يعكس القاسم المشترك والمتدني بين المشاركين فيه.
كان هذا فشلا معروفا مسبقا، فمؤتمر كهذا يجب أن يتم بعد الاتفاق المسبق حول بداية العملية السلمية، أو عندما يمنح المجتمع الدولي الشرعية لاتفاق قائم بين الطرفين.
المؤتمر لم يلعب الدور الأول أو الثاني، فقد جاءت المبادرة من دولة من دول الاتحاد الأوروبي، رغم أنه كان يجب أن تكون سياسة خارجية للاتحاد، ولو كان هناك مكان لمؤتمر كهذا، كان يجب أن يعقد في بروكسل.
كان يمكن أن يكون لمؤتمر كهذا مكان لو جاء العالم بفكرة جديدة للطرفين، لكن وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في حزيران من العام الماضي، مثل ممثلي 70 دولة اجتمعوا في هذا الأسبوع، لم يطرحوا أي فكرة جديدة واحدة حتى.
من خلال الحديث مع المنظمين الفرنسيين، فهمت أنهم كانوا يريدون التوصل إلى اتفاق حول الخطوط التي توجه السلام من أجل تحويل ذلك إلى قرار رسمي في مجلس الأمن، قبل دخول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الابيض.
بعد الاقتراح الأميركي حول قرار 2334، كل ما تم هناك هو تبني القرار بأثر رجعي.
في الفترة التي بدأت فيها فرنسا التسلي بفكرة المؤتمر، تغير العالم. أولاند قرر عدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى، وتم انتخاب دونالد ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة. معظم زعماء العلماء لم يتحمسوا للمؤتمر، واسرائيل أعلنت عدم مشاركتها، وفرنسا طلبت من الفلسطينيين عدم المشاركة ايضا للحفاظ على التوازن ظاهريا.
فرنسا لم تتنازل، لكن كل ما بقي من المؤتمر هو اعلان لادارة ترامب جاء فيه أن الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني لن يختفي من برنامج العمل الدولي، ايضا في ظل الصراعات الشديدة في الشرق الاوسط وفي ارجاء العالم.
لم تكن حاجة لهذا المؤتمر، وهو لم يتسبب بالضرر، لأنه لم يتوقع أحد منه أي شيء، ولم يكن أي شيء. وحقيقة أن زعماء من كل العالم كانوا مستعدين للمجيء الى مدينة الاضواء من اجل التعبير عن أهمية حل المشكلة التي تقلقنا منذ خمسين سنة – لا يمكنها أن تضر بأي أحد.
اذا كان الحديث يدور ايضا عن مؤتمر لا حاجة له، فهذا لا يعني أنه كان يجب على اسرائيل عدم المشاركة فيه. والرسالة الاسرائيلية التقليدية هي الاستعداد للذهاب الى أي مكان وفي أي وقت من اجل التحدث عن السلام. ونحن لم نكن على قناعة بأن كل اللقاءات التي شاركنا فيها كانت في صالح العملية السلمية، لكننا رغبنا في منح الفرصة حتى لا نبدو كرافضين للالتقاء.
وعرفنا أيضا أن عدم المشاركة لن ينزع الشرعية عن نتائج هذه اللقاءات.
إن تصميم اسرائيل على عدم المشاركة في مؤتمر باريس كان خاطئا. فقد تعرضت اسرائيل لانتقادات شديدة بسبب عدم المشاركة في حدث لا يجبرها على تقديم أي شيء. ويجب علينا التعلم من ذلك من اجل المبادرات القادمة: قول نعم لأي لقاء، وفي نفس الوقت التصميم على مواقفنا الثابتة.