توجهت الولايات المتحدة ودول أخرى، بينها دول عربية، في الأسبوعين الأخيرين إلى الحكومة الفرنسية بطلب عدم الدفع بالمبادرة الفرنسية لمشروع قرار في مجلس الأمن يتصل بالقضية الفلسطينية إلى حين التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران في الثلاثين من حزيران/ يونيو.
يذكر أن فرنسا كانت قد أعلنت قبل عدة أسابيع أنها معنية بتجديد المبادرة لاتخاذ قرار في مجلس الأمن في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني. و
وبحسب المبادرة الفرنسية فإن اقتراح القرار يتضمن مبادئ لحل الصراع، مثل تثبيت حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 مع تبادل أراض، وجعل القدس عاصمة للدولتين، وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال وعقد مؤتمر دولي للسلام.
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ودبلوماسيون أوروبيون إن رسالة بهذا الصدد قد أرسلت إلى وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابويس، وإلى دبلوماسيين فرنسيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وواشنطن وعواصم أخرى.
وأضافوا أن الرسالة أوضحت للفرنسييين أن اهتمام إدارة الرئيس باراك أوباما ودول عظمى أخرى ينصب حاليا على بلورة الاتفاق الشامل مع إيران، وأن اللجوء إلى مبادرة في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني قد يمس بهذا الهدف.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أميركي قوله إن الإدارة الأميركية تخشى أن تمس المبادرة الفرنسية بالجهود للحصول على دعم أعضاء الكونغرس للاتفاق مع إيران. وبحسبه فإن معارضة إسرائيل للمفاوضات مع إيران تصعب تجنيد الدعم في الكونغرس للاتفاق النووي، ولذلك لا يوجد أي حاجة لمواجهة أخرى في مجلس الأمن في موضوع ترى إسرائيل أنه يمس بها.
يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسية كان قد ألمح إلى التحفظ الأميركي من توقيت المبادرة، في مقابلة مع صحيفة 'فايننشال تايمز'، قبل أسبوع، حيث صرح بأنه يجب اتخاذ قرار بشأن التوقيت بالتنسيق مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري.
وأضاف فابيوس أن هناك قضايا أخرى يجب معالجتها، وأن "يجب ألا تمس المفاوضات بمفاوضات أخرى، ولكن طالما أنه دائما يحصل شيء ما فمن المحتمل ألا يكون الوقت مناسبا لفعل ذلك".
ونقل عن دبلوماسيين فرنسيين قولهم إنهم فوجئوا من طلب دول عربية تأجيل المبادرة، باعتبار أن التوقيت الحالي ليس مناسباً.