أدى دونالد ترامب مساء أمس الجمعة، اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، داخل مبنى الكابيتول، خلفاً للرئيس الـ44 باراك أوباما، الذى انتهت ولايته الرئاسية الثانية رسمياً، متعهداً بالحفاظ على الدستور.
وأعلن ترامب خلال حملته الانتخابية، عن نيته نقل السفارة الأمريكية في دولة الاحتلال، من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي صاحبه غضب واستنكار فلسطيني رسمي، جرى خلاله التأكيد على أن هذا الإجراء من شأنه أن يفجر المنطقة، إضافة إلى تلميح القيادة الفلسطينية بإنهاء كافة الاتفاقيات السابقة وسحب الاعتراف بـ "إسرائيل".
كما ألمح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، قد يؤدي إلى تفجير الوضع، مبدياً قلقه إزاء تراجع فرص حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي، وأستاذ جامعة الأمة، د. حسام الدجني، إن التصريحات المتعلقة بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، قد يتم البدء بترجمتها على أرض الواقع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبيّن الدجني، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الاجماع الفلسطيني ينصب على أن نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ليس إلا صورة من صور الاستيطان وتكريسا له، وأنه تحدٍ واضح للقرارات الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن الأخير 2334.
هل سيتم نقل السفارة؟
وأوضح الدجني، أن قضية نقل السفارة لمدينة القدس، يرافقها محددات داعمة وأخرى معارضة، مضيفاً أن المحدد الداعم هو قانون السفارة الأميركة في القدس للعام 1995، حيث أن الجمهوريين صوتوا في ذاك الوقت على دعم نقل السفارة إلى القدس، إلا أنه تم الطعن به من قبل وزارة العدل الأمريكية.
وأشار إلى أن نقل السفارة أمر سيقوم "ترامب بتطبيقه"، كونه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فهو من يقوم بتحديد السياسات الخارجية، على الرغم من وجود قوة معارضة.
ونوه الدجني إلى أن احتمالية نقل السفارة للقدس وارد، مشيراً إلى أن العامل الذي يمنع نقلها هو قوة الرد العربي والفلسطيني تجاه إسرائيل.
الرفض الفلسطيني وغياب الموقف العربي
وقال الدجني، إن موقف السلطة الفلسطينية إزاء تصريحات "ترامب"، المتمثل بإعلانها عن سحب اعترافها بإسرائيل حال نقل السفارة، يدل على ضعف الموقف الفلسطيني، مشيراً إلى أن موقف حركة حماس ما زال غير واضحاً، من حيث إمكانية إشعالها لمواجهة جديدة، كرد على نقل السفارة لمدينة القدس من عدمه.
وأكد على أن الموقف العربي والدولي ضعيف، خاصة في ظل التقلبات السياسية في الدول العربية، لافتاً إلى إمكانية نقلها في ظل حالة الترهل العربية وعدم مقدرة الفلسطينيين على اتخاذ أي إجراء صارم.
وكانت حكومة التوافق الوطني قد حذرت في وقت سابق، من تبعات نية الإدارية الأمريكية نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، مطالبةً بتحرك عربي وإسلامي صارم، تجاه هذا الانتهاك الخطير للقانون الدولي والإنساني.
سياسة أمريكا الخارجية الجديدة
أوضح الدجنى، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أكثر صرامة من سابقه المنهية ولايته باراك أوباما، متوقعاً أن تزيد إسرائيل من خشونتها تجاه الشعب الفلسطيني في ظل فترة حكم "ترامب".
وبيّن أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في عهد ترامب لن تختلف عن أوباما ، مضيفاً "قد يصبح البترول ليس له أهمية بالنسبة للأمريكان في تلك الفترة، وينصب التركيز الأكبر على خطوط الغاز الطبيعي".
ولفت الدجني، إلى أن أمريكا لن تُغير من سياساتها تجاه الشرق الأوسط، موضحاً أن تركيز الولايات المتحدة سينصب على تعزيز نفوذها في الصين وأسيا وإفريقيا، في ظل تمدد الدب الروسي في المنطقة.
واعتقد أن إسرائيل ستكون في أوج قوتها، حيث أنها ستتمكن من الدفاع عن نفسها، في ظل حالة الترهل العربي، ودعم "ترامب" المعروف عنه بأنه رجل الصفقات لدولة الاحتلال.