"الثقافي البريطاني" يفتتح معرض "تحديات ونجاحات"

"الثقافي البريطاني" يفتتح معرض "تحديات ونجاحات"
حجم الخط

افتتح المجلس الثقافي البريطاني، معرض الفنون والثقافة "تحديات ونجاحات" في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة.

جاء ذلك تحت رعاية رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، بحضور محمد عياد الوكيل المساعد لشؤون الثقافة، وممثلين عن مؤسسات رسمية وغير رسمية شريكة بالإضافة إلى مجموعة من المشاركين بالمعرض وفنانين فلسطينيين وبريطانيين من ذوي وغير ذوي الإعاقة.
يشار الى أن المعرض يستمر حتى يوم الخميس 27 كانون ثاني ويتخلله ندوة وورشات عمل تستهدف فئات مختلفة.

 

وعبر محمد عياد عن فخر رئاسة الوزارء ووزارة الثقافة بإنجازات ذوي الإعاقة في فلسطين، شاكرا المجلس الثقافي البريطاني والمؤسسات الأهلية الشريكة والفنانة ريتشل جادسدن على مبادرتهم ودعمهم لفئة ذوي الإعاقة. 
وأكد على ضرورة دمج ذوي الإعاقة لكي يصبحوا جزءا أصيلا من الفعل الثقافي بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة إشراكهم في كافة المجالات لما لديهم من إبداعات تفوق التوقعات.

 

وتهدف الفعالية التي تستضيفها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وتنظم بالشراكة مع وزارتي الثقافة والتنمية الاجتماعية ومؤسسات محلية شريكة، إلى الاحتفال بمرور خمس سنوات من العمل على برنامج الفنون لذوي الإعاقة، والجمع بين المؤسسات والفنانين المستقلين في فلسطين من أجل تبادل الأفكار وقصص النجاح، واستطلاع الإمكانيات للعمل المشترك على برنامج ذي نطاق أوسع مستقبلا.

 

وباعتبار المعرض والندوة فعالية شاملة، سيقوم متحدثون محليون ودوليون بإلقاء كلمات خلال الندوة حول تجاربهم في أجندة الفنون لذوي الإعاقة، وتأثير عملهم في تعزيز التمكين وبناء القدرات والتغيير الاجتماعي.

 

وقال مدير المجلس الثقافي البريطاني برندن مكشاري إن أهمية المعرض تنبع  من أنها تجمع المؤسسات الفلسطينية والبريطانية والفنانين لمشاركة الأفكار وقصص نجاحهم، ما يساهم في بناء مشاريع تدعم الفنانين من ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم ومهارات المؤسسات التنموية والثقافية المشاركة.
وأضاف" الفنانون من ذوي الإعاقة هم مهنيون متميزون يمكنهم المساهمة بفعالية عالية في الحياة الثقافية والقطاعات الإبداعية في كل من فلسطين والمملكة المتحدة، ما يدعم بقوة مبدأي التعددية والدمج في مجتمعاتنا، كما أتمنى أن تنال مواهب الفنانين الفلسطينيين والأوروبيين المشاركين من ذوي الإعاقة إعجابكم".

 

يذكر أن الأعمال الفنية التعبيرية المقدمة في المعرض هي نتاج ورش عمل وإقامات فنية، حيث كلف المجلس الثقافي البريطاني من خلالها الفنانة البريطانية من ذوات الإعاقة "راشيل جادسدن" بإدارة برنامج لبناء القدرات وتنمية المهارات الفنية مع التركيز على الرسم وتحديد ما يعرف بخريطة الجسد وتلوينها. 
وقدم البرنامج على مدى الأشهر الـ18 الماضية لمجموعة تضم مائة من الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث اشتملت هذه المجموعة على عدد من الفنانين المحترفين، والرياضيين، ومجموعات ومجتمعات محلية تعاني من الصدمة في مدن فلسطينية مختلفة. 
يشار إلى أن بعض اللوحات المعروضة سبق وأن عرضت في مهرجان إنارة شعلة تراث ريو الأولمبي لذوي الإعاقة والذي انعقد في أيلول عام 2016 في ستوك ماندفيل، في المملكة المتحدة، ويشمل قطعا فنية أخرى تم عرضها في مشاريع ومعارض لتبادل الثقافات في أرجاء المملكة المتحدة.

 

وقالت الفنانة البريطانية "ريتشل جادسدن" إن منح الأشخاص ذوي الإعاقة فرصة للإبداع بمثابة منح المجتمعات التي هم جزء منها فرصة قد تغير حياتهم، بحيث تمنح عملية إنتاج فن عظيم صوتا لأولئك الذين لا صوت لهم، وأن تبني هذه الفكرة والعمل عليها يؤدي إلى التغيير الاجتماعي والثقافي.

 

وتناقش الندوة التي تعقد يوم غد الثلاثاء  مواضيع تتعلق بالإعاقة والفنون وتستعرض تجارب لفنانين من ذوي الإعاقة أحدثوا تغيرات جذرية في حياتهم الخاصة ومجتمعاتهم.
يذكر أن أحد الجلسات ستركز على مشروع الصور المتحركة الذي نفذه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع الفنانين "جاري روزبزره ويان كاسبر"، وبالشراكة مع مدرسة الاتصال التام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي جرى من خلاله تدريب مجموعة من الطلاب الصم على إتقان مهارات الرسوم المتحركة باستخدام أدوات مختلفة من أجل تأهيلهم لعقد تدريبات لأقرانهم من ذوي الإعاقة ولمجموعات من غير ذوي الإعاقة، وتوظيف هذه المهاراة في نواح مختلفة كالتعليم والفنون والعلاج غير تقليدي.

 

وقالت سهير بدارنة مديرة مدرسة الاتصال التام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن ممارسة الفنون بأشكالها المختلفة لها تأثير إيجابي على الأفراد ذوي الإعاقة من حيث إتاحة الفرصه له للتعبير عن مكنوناتهم، والتنفيس بشكل عفوي عما يجول بداخلهم، ويشكل فرصة لهم للترفيه والإبداع واستثمار قدراتهم وطاقاتهم وتنميتها ويخلق لدى الفرد الشعور بالثقة بالنفس والفخر بما يفعل ويجعل منه عضوا مؤثرا في بيئته الاجتماعية المحيطة.

 

كما تنظم مجموعة من ورشات العمل على هامش المعرض يشارك بها جمهور وفنانون من ذوي الإعاقة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة وفي مركز حمدي منكو في مدينة نابلس.
وتأتي هذه الفعالية كجزء من برنامج "الفنون لذوي الإعاقة" الذي يقوم المجلس الثقافي البريطاني بتفيذه في فلسطين منذ عام 2012 من خلال عدة فعاليات وأنشطة، بهدف الوصول إلى كافة المستويات، بدءا من صانعي القرار ووصولا إلى الناشطين من الأفراد. ويسعى البرنامج إلى رفع مستوى الوعي حول القضايا ذات العلاقة بوضع الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك وضع الإعاقة داخل الوسط الفني، ويسلط الضوء على العوائق التي يواجهها هذا القطاع بشكل مهني ومبتكر.

 

وتقام هذه الفعالية بالشراكة مع عدد من المؤسسات المحلية كجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ونجوم الأمل واللجنة الوطنية العليا للأشخاص ذوي الإعاقة ووزارة الثقافة ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم وجمعية بيت لحم العربية للتأهيل، ومركز البسمة للتأهيل وحوش الفن الفلسطيني وستارت بيت لحم ومركز دراسات المرأة و كفينا تل كفينا، ومركز الرواد الثقافي في مخيم عايدة للاجئين واللجنة البارالمبية الفلسطينية.