فؤاد سليمان " كيف سأشتاق؟ "

فؤاد سليمان
حجم الخط

كيْف أشْتاقُ لغيْركَ؟

 

شوْقي أنت وحُزْني

 

كيْف يكون الحُبُّ حبًّا من غيْر وَطَنْ؟

 

وهل يا وطني يشْتاقُ منْ ليْس له وطَنْ؟

 

هل تدْرون شوْقي لمَنْ؟

 

لعَرُوسٍ تغْتسلُ البحْرَ

 

لِحيفا

 

يافا

 

ولأرضٍ أشْتاقُها

 

كيْف سأبكي غيْركَ؟

 

كيْف أضمُّ غيْركَ؟ هل غيرك يُحْتضنْ؟

 

كيْف أسْكُنُ عالمَ غيري، وأُحْرَمُ خيْرَ سكَنْ؟

 

وطَني

 

لوْ أني لسْتُ أحُّبكَ

 

كيْف يكون الحُبْ

 

لوْ أنَّك لسْتَ جَمَالًا

 

كيف يكونُ الجَمالْ؟

 

في قرْبِكَ معْنى الحياةْ

 

في بُعْدِك طعْمُ المماتْ

 

أنت أَنَا وهُم أنت كلُّ جَمِيلٍ لا أعْرِفُهُ

 

جُمِعتْ فيك شريَانًا للْحَياةْ

 

حبُّك قبْل الحبِّ فينا وبعْد الحبِّ وبيْنهُما

 

حبٌّ كنُجوم السَّماءْ

 

يبْعدُ عنَّا قهْرًا يسْكنُه الغُرباءْ

 

قلْ كيْف لا أحزَنُ؟

 

عندما تحْتفلُ الاوْطانُ بِموْلدِها

 

ولمْ يأتِ بموْلِدي فيك شهادةْ

 

كيْف لا أغْضبُ من عجْزي

 

وعجزي أصلُ الحِكايةْ

 

يا وَطَني

 

أُغْلقتْ في وجْهي كلُّ الدُّروب الَّتي أعرفُها عنْكَ ومنْكَ

 

فكُلُّ الدُّرُوبِ تَضيقُ إليْكَ ومنْذُ الولادةْ

 

فَتَحيَّتي لَكَ في بسْمةٍ تخْتصرُ الوجَعْ

 

لا تعْرفُ فيك الجَزعْ

 

وَطَني

 

بسْمتي في المَنْفى كاذِبةٌ لا تُصَدِّقها

 

وطني

 

لا تأْبهْ بِموْتي فيك فموْت العاشقِ في الْمَعْشوق حياةٌ وحقٌّ مسْلوبٌ مُرْتجعْ.