نظّم مركز التخطيط الفلسطيني اليوم الثلاثاء، ورشة عمل بعنوان "ملامح السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب"، في مقر المركز بمدينة غزة.
وحضر اللقاء الذي عقد في مقر مركز التخطيط بمدينة غزة، كلاً من: الباحث السياسي عبد الحكيم حلاسة، ومدير الدراسات والأبحاث بمركز رؤية الباحث السياسي بمركز التخطيط منصور أبو كريم، والباحث السياسي رائد موسى، والباحث السياسي والأكاديمي بجامعة شيكاغو وجيه أبو ظريفة، والباحث السياسي من واشنطن سنان الشقديح، إضافةً إلى عدد من الباحثين السياسيين والأكاديميين والصحفيين.
وقال الباحث السياسي عبد الحكيم حلاسة، إن ترامب عمد على اختيار الشخصيات القريبين من فكره بشكل كبير والمؤيدين لسياسته وقراراته في إدارته، فيما يتعلق بالخبايا الاجتماعية والقضايا التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً فيما يتعلق بالهجرة والعلاقات مع دول الجوار، بالإضافة إلى العلاقات الخارجية مع روسيا ومنطقة الشرق الأوسط، والعلاقات مع إسرائيل.
وحول أهم الشخصيات المؤثرة في إدارة ترامب، أوضح حلاسة، أنه من المعروف بأن الشخصيات لها تأثير في اتخاذ القرار وتبني المواقف السياسية، كون ترامب شخصية غير سياسية، ولم يتبوأ أي مناصب سياسية طيلة حياته، مشيراً إلى أنّه يتحدى الطبقة السياسية، من خلال توجيهه لانتقادات سابقيه خلال حملته الانتخابية. بدوره قال الباحث السياسي سنان الشقديح خلال مداخلة عبر "سكايب" من واشنطن، إنّ الرئيس ترامب وصل للحكم عن طريق الدعاية الانتخابية من خلال قراءة متطلبات الجماهير عبر ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بمنطقة محددة وصياغة البرنامج الانتخابي ليخاطب تلك المنطقة.
وفيما يتعلق بخلفيات ترامب السياسية والفكرية وكيفية وصوله للحكم، أشار الشقديح، إلى أن ترامب ليس لديه أي توجهات أيديولوجية واضحة، أو برنامج محدد، بعكس ما يطرحه الآن من ضمن وعوده الانتخابية،
كما تطرق، إلى موقف ترامب من قضايا الشرق الأوسط، وخاصة حول الاتفاقية النووية مع إيران، والعلاقة مع إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، إضافةً إلى موقفه من الوضع في سوريا من خلال تصريحاته الداعمة لبوتين على حساب القضاء على الجماعات الإرهابية.
وحول ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، أشار مدير الدراسات والأبحاث بمركز رؤية الباحث السياسي بمركز التخطيط منصور أبو كريم، إلى أنه لفهم سياسة ترامب الخارجية يتوجب علينا أن نفهم شخصيته وخلفيته السياسية، وفريقه المعاون وأهدافه الشخصية والسياسية، نظراً لأنه يمتلك شخصية متناقضة نرجسية تبحث عن مجد شخصي، تتصف بالتناقض وغير الاتزان في تصريحاتها، منوهاً إلى أننا أمام ظاهرة سياسية في شخصية رجل، ليس من أتباع النظرية المحددة.
وتابع أبو كريم "ترامب يغلب عليه طابع الصفقات التجارية، لتحقيق المصالح الأمريكية وأهدافه الخاصة، ويحاول أن يعيد أمريكا كقوة عظمى على المستوى الاقتصادي والعسكري، ليخلد اسمه في التاريخ".
وأضاف، "أن مصالح أمريكا من وجهة نظره تقع في المقام الأول، بغض النظر عن الحلفاء و الأصدقاء، فليس لديه مانع من تفكك الاتحاد الأوروبي والناتو والأمم المتحدة لكونها تشكل عبئاً على الاقتصاد الأمريكي".
وأردف، أن ترامب لديه موقف سلبي من الهجرة، لذلك اتخذ قراراً بمنع وصول مواطنين سبع دول إسلامية إلى أمريكا، الأمر الذي سبب له مشاكل على المستويين الداخلي والخارجي، لكونه يراهم عبئاً على الاقتصاد الأمريكي، ومطالبته بإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بالإضافة إلى أن لديه رؤية لإعادة التحالفات الأمريكية القديمة مثل مصر والسعودية وباقي دول الخليج.
من ناحيته تطرق أبو ظريفة، إلى توجهات إدارة ترامب تجاه الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، وكيفية مواجهة هذه السياسة على المستوى التكتيكي والاستراتيجي، منوهاً إلى أن ترامب لا زال يؤمن أن الصراع يجب أن ينتهي بحل عادل يرضي جميع الأطراف، وهو لا يريد لهذا الصراع أن ينفجر، وهذا ما جعله يُعّين منسق خاص للشرق الأوسط حتى يبدأ التواصل لحل الصراع.
وفي ختام اللقاء، ذكّر أبو ظريفة، بأهم مخاطر سياسة ترامب التي تتمثل في عدة نقاط وهي: توسيع الاستيطان لدرجة أنه من الممكن أن لا يتم السيطرة عليه، وإنهاء وحدة الأراضي الفلسطينية، وسقوط مشروع التسوية بأكمله، وصعود القوى الراديكالية الإسلامية وغير الإسلامية، وتسوية عملية مسلحة من خلال القيام بعمليات عنف، إضافةً إلى اتخاذ خطوات سياسية وقانونية تجاه إسرائيل.