"مرة أخرى .. الانتخابات"

سامي
حجم الخط

 

في منتصف العام الماضي 2016 عندما دعت حكومة الوفاق الوطني "هكذا تسمى" مع انها ليست على وفاق وطني , المهم عندما دعت الى اجراء انتخابات محلية بأمر من السيد الرئيس , أيضاً رئيس على منطقة وليس رئيس على المنطقة الأخرى , المهم هللت بعض الأقلام فرحاً وقالوا ان هذه الانتخابات ستكون بداية لأنهاء الانقسام الفلسطيني البغيض وانها ترمي حجراً في بركة السياسة الفلسطينية الراكدة و و و الخ , وبعض الاقلام الأخرى قالت ان هذه الدعوة ما هي الا تنفيس للاحتقان الشعبي الفلسطيني على قيادته السياسية في الاتجاهين وقد قبلت كافة الفصائل الفلسطينية بإجراء هذه الانتخابات طبعاا وعلى رأس هذه الفصائل حركة المقاومة الاسلامية حماس لأنه بدون موافقة حماس على دخول الانتخابات سوف تظل الانتخابات في شطر الوطن الشمالي فقط , ويا للعجب أن هناك محكمة يقال ان اسمها محكمة الانتخابات  قد حكمت بإجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة دون غزة , خسئت هذه المحكمة وسوف يذكرها التاريخ بأرذل الالفاظ لأنها أحلت الحرام وحرمت الحلال وقسمت فلسطين الاوسلوية الى قسمين غزة والضفة , وأحلت في الضفة وحرمت في غزة , المهم فرح الشعب وبدأت الفصائل بشحذ الهمم وتشكيل اللجان والاتصال برجال الاصلاح ولم تبقى عباءة داخل الدواليب إلا وخرجت وتزينت البلاد وبدأ الخطاب السياسي والخدماتي في الظهور وبدأت الطعونات الى آخر يوم تقريباً , ومن كان يظن منذ البداية أن هذه الانتخابات لن تحصل بدأ يراجع نفسه ويقول هل أنا فعلاً كنت مخطئاً , وان القيادة الفلسطينية جادة في اجراء هذه الانتخابات , ولكن فجأة .. قرار.... عدم اجراء الانتخابات حتى اشعار آخر , ذكرني هذا عندما كان جيش الاحتلال يفرض طوقاً على منطقة ويقول في مكبرات صوته ممنوع التجول حتى اشعار آخر , ومنذ الغاء الانتخابات حتى اليوم ماذا جرى وماذا تغير على الساحة الفلسطينية , أصبح عندنا انقساماً آخر اسمه الانقسام الفتحاوي عدا عن الانقسام الحمساوي الفتحاوي , وانقسام اقتصادي شريحة تريد التوجه الى مصر وشريحة تريد ان يبقى الوضع على ما هو , ومؤتمرات هنا وهناك لا تفضي بشيء يذكر , ينساها الناس فور الانتهاء منها , وتهويد لم يسبق له مثيل في الضفة الغربية , ووصول ترامب الى البيت الابيض الامريكي , كل هذه الامور كانت عبارة عن ضربات على رأس السياسة الفلسطينية لدرجة أننا أصبحنا ندور حول أنفسنا لا نعرف ماذا نفعل بهذه المصائب التي ترف علينا من كل صوب وحدب.

وفجأة تخرج علينا مرة اخرى حكومة الوفاق وبأمر من الرئيس ان الانتخابات المحلية ستجري في الشهر السادس من هذا العام ولكن هذه المرة حماس رفضت والشعبيتان وافقتا , على ماذا لا أعرف , وكأن هذه الانتخابات سوف تخرجنا من الظلمات الى النورمع ان هذه الانتخابات  وان حصلت سوف ينتج عنها جيش جديد من الموظفين الجدد يحملون خزينة السلطة رواتب اخرى لا يعلمها الا الله فقط هذا هو نتاج هذه الانتخابات وللأسف سمعت ايضاً من يقول ان هذه الانتخابات سوف تعجل انهاء الانقسام ولكن أقول أن هذه الانتخابات سوف تعمق الانقسام وليس بعيداً أن تؤدي الى قيام سلطتين معترف بهما دولياً وعربياً واحدة في الضفة والاخرى في غزة , ولكل منهما ميزانيتها وبرلمانها .. الخ , سلطة مصرية وسلطة اسرائيلية , وانتظروا قبرص التركية وقبرص اليونانية , وسلام على المؤمنين.

لا انتخابات .. بدون إنهاء الانقسام