لم يمرّ أسبوع واحد على اجتياح الجيش للمدينة والمخيّم، حتى اتّخذت المدرّعات والدوريات العسكرية مكانها في الساحة المقابلة لبيتنا ، فأحكمْنا إغلاق البوابات علينا ، وأرخينا الستائر على الشبابيك ، وحرصنا على ألا نصدر صوتاً مريباً قد يدفع الجيش لاقتحام البيت .
وفجأة ! انخسفت البوابة طَرْقاً وركْلاً وصراخاً ، فسارعتُ أتساءل : مَن الطارق ؟
انفختت البوابة وتكوّمت على نفسها وتشظّت ! لقد نسفوها من أساسها ، فلم يعد لبيتنا باب . وما هي إلا دقائق حتى كان الجيش قد تموقع في كلّ زوايا البيت ونواحيه وحول شبابيكه وفي حوش الدار ، فامتلأت الغرف والصالون بالدببة المُصَفّحين المُدجّجين بثيابهم
الحديدية الثقيلة، وبقعقعات تحرّكاتهم الحذرة المذعورة.. والبشرُ