اقتحمت وحدات من القوات الخاصة الإسرائيلية التابعة لإدارة سجون الاحتلال، مساء أمس الأربعاء، غرف الأسرى في القسم "2" و "12" بسجن "نفحة" الصحراوي بالداخل الفلسطيني المحتل عام 48.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن الوضع في سجني "النقب" و"نفحة" المغلقين من قبل إدارة السجون، ما زال خطيراً، خاصة بعد الاعتداءات على الأسرى والتنكيل بهم داخل السجون.
وأضاف قراقع خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الوضع داخل السجون الإسرائيلية بات أشبه بساحة حرب، خاصة بعد إعلان الاحتلال للسجن منطقة عسكرية مغلقة، مشيراً إلى أن سجن "النقب" الصحراوي يشهد حالة من الغليان، على ضوء الاعتداء الذي جرى يوم أمس على قسم "16" وإخراج الأسرى عراة ومقيدين وضربهم بقنابل الصوت والغاز وتحطيم أجسامهم.
وبيّن أن عملية التصعيد جاءت بعد إقدام الأسير أحمد عمر نصار، على ضرب أحد السجانين بشفرة حادة، ما دفع جنود الاحتلال الاعتداء الوحشي عليه وفتح رأسه نتيجة الضرب، حيث حصل معه نزيف حاد وتم نقله إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، وهو في حالة صحية صعبة.
وأوضح قراقع، أن إدارة السجون قامت منذ يوم أمس بقطع الكهرباء عن سجن "النقب" وتدمير ممتلكات الأسرى، ونقل قسم منهم إلى سجني "مجدو" و"جلبوع"، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد داخل السجون، وذلك بعد حملات التنكيل بحق الأسرى ورش الغاز الحارق في وجوههم.
ونوه إلى أن أقسام سجن النقب مغلقة الآن، حيث اُستدعيت قوات كبيرة جداً، موضحاً أن الاحتلال ينوي نقل الأسرى إلى سجون مختلفة أو استبدال الأقسام، حيث أن مدير السجن المدعو اسيفيكا يامن هدد بشكل واضح بالقتل وأفاد الاسرى بوجود قوات من الجيش تحمل أسلحتها في داخل السجن، ما يُشير إلى نوايا انتقامية من قبل إدارة السجن.
وقال قراقع، إن ما يحدث هو استفراد بالأسرى، مضيفاً أنهم يحتاجون الآن تدخل من كافة الجهات الدولية والإنسانية الحقوقية والقانونية، وذلك لإنتهاك إسرائيل كرامة الأسرى، داعياً كافة المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى توفير الحماية اللازمة للأسرى واحترام كرامتهم وحقوقهم.
وكشف النقاب عن إجراء الهيئة اتصالات مع العديد من الجهات الدولية وحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي لوقف تلك الجرائم بحق الأسرى، مؤكداً على أنه سيتم رفع ملف الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية، كما أنه تم فتح ملفات للتحقيق من قبل مسؤولين دوليين ضد ضباط إسرائيليين لوقف تلك الاعتداءات.
ويذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجن النقب الذي يعتبر من أكبر السجون، يبلغ "2800" أسير، بينما يقبع في سجن "نفحة" الصحراوي ما يقارب من "1800" أسير.