تتضمن مشاهد قاسية|

بالفيديو: من قلب الألم رسمت الابتسامة.. عملية جراحية أنقذت حياة طفل وُلد برأسين في غزة

بالفيديو: من قلب الألم رسمت الابتسامة.. عملية جراحية أنقذت حياة طفل وُلد برأسين في غزة
حجم الخط

من بين ثنايا الألم، يبزغ فجر الأمل وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يولد الفرج، تلك هي "غزة" التي تجد السُبل لتواصل حياتها رغم الحصار المفروض منذ أكثر من عشر سنوات.

فرغم الحصار والحروب المتتالية، استطاعت إبداعات الطاقات الشابة التي تميزت بعقول فذة أن تذلل الصعاب في تميز يتلوه تميز، جعل من قطاع غزة منارةً للإبداع والتميز.

فهناك العديد من الحالات المرضية يتطلب إجراؤها خارج قطاع غزة، نظراً لشح الإمكانات الطبية بفعل الحصار، إلا أن العقول الفلسطينية المتمثلة بفريق طبي يترأسه أخصائي جراحة المخ والأعصاب د. أشرف بركات، تمكنوا من إجراء تلك العمليات النوعية ورسم الابتسامة بقدر حجم المعاناة.

وقال بركات لوكالة "خبر"، إنه تمكن من إجراء عمليات نوعية لأطفال يعانون عيوباً خلقية في الدماغ، مشيراً إلى طفل في سن اليومين كان يعاني من خروج الرأس إلى خارج الإطار المسموح.

وبيّن أنه تم إجراء العملية داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي بغزة، مؤكداً على أن العملية تكللت بالنجاح وأعادت الرأس إلى مكانه الطبيعي، كما أن كافة أعضاء جسد الطفل أصبحت سليمة.

وأضاف بركات، أنه تم إجراء عملية جراحية لحالة كانت تعاني من عيوب خلقية في الدماغ، تتمثل في خروج مادة الدماغ من الناحية الخلفية، الأمر الذي يشبه وجود رأسين للطفل.

وتابع: "قمنا بإرجاع المادة إلى مكانها الطبيعي داخل الدماغ، وخرجت الحالة من قسم الحضانة وهي بحالة جيدة".

وكشف بركات، عن تزايد التشوهات الخلقية للأطفال حديثي الولادة، خاصة في المناطق الشرقية لقطاع غزة، مضيفاً: "كنا في الماضي نقوم بتحويل مثل هذه الحالات إلى خارج القطاع، ولكن أصبحنا اليوم نُجري مثل هذه العمليات بتقنيات عالية، باستخدام الميكروسكوب وبنتائج جيدة".

لا تتحقق الأعمال بالأمنيات، ولكن بالإرادة تُصنع المعجزات، بتلك المقولة أنارت العقول الفلسطينية من علمها منابر الإبداع، متحديةً غطرسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يضع العراقيل في وجه الحالات الإنسانية التي لم تسلم من جبروته وغطرسته.

بدوره، أكد رئيس قسم الحضانة في مجمع الشفاء الطبي د. علام أبو حامدة، على أنه تم إجراء العديد من العمليات الجراحية الناجحة خلال الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن هذه النجاحات تُحسب لقسم الجراحة بشكل عام، ولقسم جراحة الأعصاب على وجه الخصوص.

وبيّن أبو حامدة، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن مثل هذه الحالات كانت تُحول في السابق إلى خارج القطاع، كما كان مجمل مصير تلك الحالات هو الوفاة، بسبب ضيق الوقت وعدم إسعافه للحالات المرضية.

ونوّه إلى أن هذه العمليات أصبحت تُجرى داخل مجمع الشفاء الطبي، وذلك بالتنسيق مع استشاريين جراحة الأعصاب، وهم: "الدكتور أشرف بركات، والدكتور أسامة العكلوك، وعدد من الأطباء"، حيث أن نتائج العلميات النوعية التي تم إجراؤها مرضية.

ويذكر أن قطاع غزة يخضع لحصار مشدد فرضته "إسرائيل" منذ صيف العام 2007م، ويشتمل على منع إدخال مواد البناء والكثير من السلع الأساسية، كما أن الحالات الإنسانية والمرضية لم تكن بمنأى عن سياسية المنع الإسرائيلية لسكان قطاع غزة.