انتهت مباريات الأسبوع الرابع عشر من الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة ولم تسفر أحداثه عن الكثير من التغيير في مراتب الفرق خاصة أندية القمة الخمس الذي فشلت جميعها بالفوز تاركة المجال للأسبوع القادم وقد برزت بعض الأحداث والمشاهد منها الجديد ومنه المتكرر أحكيها لكم على النحو التالي :
أولا : الصداقة يتصدر في ظروف غامضة
لم يستطع نادي الصداقة الذي يمنى النفس بالظفر بلقب الدوري لأول مرة أن يستغل تعثر جميع منافسيه هذا الأسبوع ولم يغنم سوي نقطة واحدة رفعت رصيده إلي 27 نقطة أولا بعد تعادل مخيب مع نادي التفاح ، هذه النقطة وسعت الفارق بينه وبين منافسيه إلي 4 نقاط بعد أن فشل منافسوه وعلى رأسهم شباب رفح الثاني الذي خسر مباراته أمام الشاطئ وبقي رصيده عند 23 نقطة متساويا بذلك مع شباب واتحاد خانيونس اللذين تعادلا 1/1 في حين خسر خدمات رفح خامس الترتيب ب 22 نقطة نقطتين ثمينتين بعد تعادله مع أهلي غزة من دون أهداف مفرطا بالانفراد بالمركز الثاني ، والغريب في الأمر أن جميع منافسي الصداقة لعبوا مبارياتهم قبله وكان الجهاز الفني ولاعبو نادي الصداقة على دراية كاملة بتعثر منافسيهم وأن أمامهم فرصة تاريخية للابتعاد بالصدارة بفارق 6 نقاط وهذا الفارق لم يحدث لنادي الصداقة من قبل وفي هذا التوقيت بالذات خاصة أن نادي الصداقة سيلعب في الأسبوعين القادمين وعلى التوالي مع اثنين من المنافسين – شباب خانيونس وخدمات رفح ، وهذا الفارق لو حدث سيمنح نادي الصداقة مساحة وهامشا واسعا لمقارعة منافسيه والابتعاد عنهم أكثر فأكثر ، كما أن هذا الهامش قد يحتمل بعض الأخطاء أو النتائج غير المرضية كتعادل أو خسارة ، وما أدهش المتتبعين أن نادي الصداقة لا يستغل الظروف المواتية ، ولم يحسم الأمور كلما تهيأت الظروف له ، ولم يكن حاسما في أية محطة مهمة قبل ذلك فكلما اقتربت الأمور من الحسم تجد فريقا آخر على غرار ما شاهدناه في مباراته الأخيرة أمام التفاح الذي شهدت تراجعا واضحا على المستوي الفني والبدني والتكتيكي ولم يصنع الفريق أية فرصة تذكر بل كان أقرب إلي الخسارة لو استغل لاعبو التفاح بعض الفرص التي أتيحت لهم ، فعندما تتهيأ لك الظروف لتصبح بطلا ثم تنكر هذه الظروف وترفضها سواء من خلال التشكيل أو طريقة اللعب أو التغييرات أو الاعداد النفسي أو التهيئة الذهنية أو تحفيز اللاعبين إلي غير ذلك من الأشياء التي تحمس اللاعبين وتدفعهم إلي اللعب بجد واجتهاد فأنت بالفعل متصدر في ظروف غامضة .
ثانيا : جمال العميد بالأبيض والأسود والأشقر
نادي غزة الرياضي هذا النادي العريق وصاحب التاريخ بين أندية فلسطين، عرفته الجماهير أيام الزمن الجميل أيام الأسود والأبيض أيام النجوم التي تلألأت في سماء الكرة الفلسطينية من خلال المهارة والإبداع والتألق والاقناع ، نجوم أضاءت صفحات التاريخ وتركت في الذاكرة حلم جميل يتجدد مع كل جيل جديد ، ولكن ما حدث لهذا الفريق العتيد في هذا الموسم من هبوط في الأداء وسوء في النتائج وتدهور في قاع الترتيب وما واكبه من سوء اختيار لاعبي التعزيز إضافة للمشاكل الإدارية التي كادت تعصف بتاريخ هذا النادي العتيق، أصاب الجميع بالدهشة والحيرة وطرح تساؤلا حزينا إلي أين تسير أيها العميد العزيز ؟! ولكن عندما ضاقت الحلقات واحلولك الظلام بان المعدن الأصيل وبزغ النور من جديد بعد الاستقرار الإداري في النادي ومن قبله التغيير الفني المهم للجهاز التدريبي بقيادة المخضرم محمود زقوت الذي بدأت بصماته تتشكل مع نهاية الدور الأول عندما تعادل غزة الرياضي مع ناديي القمة شباب خانيونس وشباب رفح، ومع انطلاقة الدور الثاني من البطولة انطلق العميد كالسهم في سماء المنافسة من أجل العودة بالفريق إلي الطريق الصحيح، ومن العجيب أن نادي غزة الرياضي يتميز باللون الأبيض ولكن ما شاهدناه مع انطلاقة الدور الثاني كان شيئا مثيرا للدهشة عندما ارتدي لاعبوه الزي الأسود وما بين الأبيض والأسود نسجت خيوط التألق والابداع وعادت الروح العاشقة للتحدي والاقلاع من منخفضات التيه والظلام إلي سماء المجد والآمال ، عمل فني وتكتيكي كبير قام به المدرب من خلال نفض الغبار عن بعض اللاعبين الذين غيبتهم حسابات ضيقة أمثال حازم أبو شنب واسماعيل أبو دان وثائر أبو عبيدة وغيرهم من اللاعبين الذين أعادوا الأمل للفريق إضافة إلي الانتداب الأهم على صعيد أندية الدوري الممتاز للاعب ياسر الغول الذي أعطي نفسا وروحا جديدة لهجوم العميد وأصبح العميد أكثر جمالا وإبداع بطعم الزمن الجميل زمن الأبيض والأسود والأشقر باسل الأفضل على مستوي لاعبي أندية غزة خاصة مع انطلاقة الدور الثاني من البطولة الذي يعتبر العميد فيه أكثر فريق جمعا للنقاط ( 7 نقاط من 3 مباريات) وإلي الأمام يا قافلة العميد .
ثالثا: تعرف على سبب نزول المدربين والإداريين لأرضية الملعب
مشهد نزول المدربين والإداريين إلي أرضية الملعب أثناء المباريات أصبح ظاهرة سلبية تتسم بها ملاعبنا كلما احتسب الحكم خطأ هنا أو هناك أو هم بإخراج بطاقة للاعب من هذا الفريق أو ذاك والغريب في الأمر عندما يصبح غزو المستطيل الأخضر جماعيا سواء من مدرب يتبعه إداري يليه معالج يلحق به عضو مجلس إدارة ثم بعض أصدقاء السوء الذين يتنافسون في كيل السب والشتم للحكام والاعتراض على قراراتهم ، وعندما طرحنا السؤال على هؤلاء الغزاة لماذا هذا التصرف الغير لائق والمخالف للقوانين واللوائح والذي قد يعرضكم للإيقاف والغرامة المادية كما نشاهد في بعض الأحيان ؟ يجيب أولئك الغزاة أننا نعرف ذلك ولكن نزولنا إلي أرضية الملعب مقصودا لإرهاب الحكم والضغط عليه والتأثير على قراراته بقية أطوار المباراة وأن الحكام لا يحترموا الفريق التي تتمتع دكة بدلائه بالعقلانية والهدوء وأنهم يحسبوا ألف حساب للفريق عالي الصوت خاصة إن كان فريقا يتمتع بشعبية كبيرة ، ولو تحدثنا عن مدي صدقية هذا الطرح ومدي فاعليته وأن الحكام بالفعل يتغير سلوكهم بعد أية موجة احتجاجات وانفعالات يقودها مدرب أو إداري عند نزوله أرض الملعب لإحداث ضجة وبلبلة والتأثير على الحكم ، خاصة إذا كانت هناك فعلا بعض القرارات المثيرة للجدل تصب في مصلحة فريق على حساب الآخر وإن لم تكن متعمدة فإن هذا واقع نشهده في العديد من المباريات وفعلا يتأثر الحكام بهذه الضجة ويقع تحت ضغط كبير ونلاحظ تغيرا ما في سلوك بعض الحكام ويصبح أكثر ليونة وشفقة تارة أو شدة ودقة تارة أخري حسب نتيجة المباراة وحسب سير الأحداث ومدي تقبل عناصر اللعبة لتلك الأحداث ، وعليه يتوجب على لجنة الحكام ومقيمي الحكام والحكام أنفسهم مراجعة تلكم الظاهرة والحد منها وتطبيق القانون دون خوف أو وجل .
رابعا : مشاهد وأحداث مؤسفة
من المؤسف حقا وأنت تشاهد مباراة كرة قدم في أحد ملاعبنا الغلبانة وتحاول قدر المستطاع أن تبحث عن الجمال والمتعة في جملة تكتيكية أو مهارة لاعب أو تسديدة رائعة ترتطم بالقائم أو هدف ملعوب أو حتى إبداع مدرب في التشكيل والتغيير وقراءة الملعب، إلا أن ما يحدث أثناء المباريات يصعب عليك المهمة جدا، وإلا كيف نفهم دخول مدرب غزة الرياضي وبعض معاونيه إلي أرضية الملعب بشكل متهور ومستفز والاتجاه نحو الحكم ولومه والاعتراض عليه لأنه لم يحتسب مخالفة عادية، علما بأن الفريق كان يؤدي بشكل جيد وكان متفوقا في النتيجة وبعدها توقفت المباراة لبضعة دقاق وكثر الشغب والجدل العقيم وأدي هذا الموقف إلي اتخاذ الحكم قرارا بطرد المدرب زقوت وهذا القرار كان يمكن أن يؤثر بالسلب على أداء اللاعبين ومن ثم نتيجة المباراة ، وأيضا ما حدث في الملعب البلدي في محافظة خانيونس أثناء مباراة الشباب والاتحاد خاصة بعد احتساب الحكم ركلة جزاء للشباب والاعتراض الشديد عليها وتوقف المباراة وتدخل المدرب خليفة وبعض أعضاء مجلس الإدارة والطلب من الفريق مغادرة أرض الملعب رفضا واحتجاجا على هذا القرار وكذلك الاعتراض غير اللائق من كابتن فريق الشباب حسن حنيدق على حكم المباراة أمين عويس بعد تسجيل الاتحاد هدف التعادل ، والمشهد المؤسف والمتكرر من جماهير شباب رفح التي هتفت ضد الجهاز الفني بقيادة جمال الحولي وطالبته بالرحيل وما تبع ذلك في نهاية المباراة عندما حاول أكثر من شخص من أعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم رئيس النادي من التوجه إلي طاقم الحكام وتصدي الشرطة لهم .
خامسا : طرائف اللاعبين
• يعتبر اللاعب علاء إسماعيل نجم خدمات الشاطئ الوحيد لحد الآن الذي سجل في المنافس ذهابا وإيابا شباب رفح بمفرده 3 أهداف وكانت الأهداف ب 6نقاط كاملة .
• ما حدث من اللاعب محمود وادي نجم اتحاد خانيونس المصاب والذي يملك بطاقتين صفراوين ومن المتوقع أن يغيب لأكثر من مباراة بسبب الإصابة عندما جلس بين البدلاء وتعمد الحصول على البطاقة الثالثة ليضرب عصفورين بحجر واحد .
• في هجمة مرتدة من هجمات الشاطئ ضد مرمى شباب رفح وصلت الكرة إلي سليمان العبيد الذي دخل إلي منطقة الجزاء وعرقله أحد المدافعين فما كان من الحكم إلا أن أنذره بداعي التمثيل وبردة فعل يحسد عليها العبيد قام اللاعب وسلم على الحكم وكأن شيئا لم يكن .
• تصرف اللاعب مصطفي حسب الله مدافع شباب رفح عندما رأي مدربه جمال الحولي أنه غير موفق وأراد استبداله في الشوط الأول ورفضه الخروج من أرضية الملعب .
• تشابه زي حارس غزة الرياضي عاصم أبو عاصي مع زي طاقم حكام مباراة فريقه مع اتحاد الشجاعية والتقاط الصور التذكارية معهم دون أن يحرك الحكام ساكنا