قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنها تلقّت عروضاً إسرائيلية عبر وسطاء لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة، مؤكدةً على أن "الصيغة التي قدمتها "إسرائيل" لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالبها".
بدوره، أوضح المحلل والكاتب السياسي د. حسام الدجني، أن تصريح القسام يحمل في طياته ثلاثة رسائل، الأولى موجهة للمجتمع الإسرائيلي، وذوي الجنود لخلق انطباع لديهم بأن نتنياهو حريص على أبنائه ويعمل على إطلاق سراحهم، بينما في الحقيقة هو يقدم مبادرات يعلم مسبقاً أن المقاومة لن تقبل بها.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل أكرم عطا الله، إن القسام أعلن عن هذا العرض، بسبب الإعلان الإسرائيلي، وذلك بهدف ألا يكون الإعلان عن ذلك حكراً على الاحتلال، مضيفاً أن "إسرائيل قالت إنها قدمت عرضاً لصفقة تبادل لا ترتقي لطموح كتائب القسام أو الشعب الفلسطيني".
وبيّن الدجني في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن الرسالة الثانية موجهة للداخل الفلسطيني بأن كتائب القسام لم ولن تتنازل عن شروطها بالإفراج عن معتقلي صفقة شاليط، كما أن أي تفاوض بعد ذلك سيكون ضمن صفقة مشرفة يفتخر بها الشعب الفلسطيني.
وأشار عطا الله، خلال حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن كتائب القسام أكدت في تصريحها على أن الأمر جدي ولا داعي لتناول صفقات مثل هذا النوع، لافتاً إلى أن إسرائيل قدمت هذه الصفقة وهي على يقين تام بأن حماس لن توافق ليها، ولكنها أرادت أن توصل رسالة بأنها لن تدفع ثمناً كبيراً لقاء تحرير جنودها.
كما أكد الدجني، على أن الرسالة الثالثة موجهة للوسطاء، بأن يعلموا محددات التفاوض وأدواته قبل الشروع بأي جهود، حيث أن تلك المحددات تقوم على الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط، مشيراً إلى أن الإفراج عن كل الأسرى هو المدخل الرئيس للحل السياسي، لذلك يتوجب على الوسطاء أن يعملوا على تحقيقه.
ولفت عطا الله إلى أن إسرائيل معنية في البحث عن خيارات أخرى، وفتح الأبواب أمام أي وساطة دولية من أجل إتمام صفقة تبادل جديدة.
ونوه الدجني إلى ضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، من أجل إلغاء قانون الأيادي الملطخة بالدماء، مؤكداً على أن المصداقية في الحديث عن الموضوع حصرية لكتائب القسام فقط.
وكان موقع "واللا" العبري، زعم أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قدمت عرضاً لـ"حماس"، للإفراج عن جنودها بغزة، لقاء التخفيف من حدة الحصار الاقتصادي المفروض على قطاع غزة، وإقامة منطقة صناعية على حدود القطاع بهدف تشغيل عدد كبير من العمال، بالإضافة إلى إدخال عمال لـ"إسرائيل" من غزة، وإقامة منطقة تجارية في شمال سيناء و توسعة معبر كرم أبو سالم، بالإضافة إلى حل لمشاكل الكهرباء و المياه في القطاع.
وأعلن الناطق باسم القسام، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف العام 2014م، أن الجندي هو شاؤول آرون صاحب الرقم 6092065، وقع أسيراً في قبضة كتائب القسام، خلال المعارك التي دارات شرق مدينة غزة، فيما تزعم دولة الاحتلال أنه قُتل خلال الاشتباكات.
ولمح موقع مقرب من المقاومة، إلى أن شاؤول حياً بخلاف مزاعم الاحتلال، حيث قال الموقع: إن عيد ميلاد "شاؤول" يمر هذا العام مختلفاً عن سابقه السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون تقاسم قطعة من الكيك مع آسريه.
ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن فقدان عدداً من جنوده خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، ومن بينهم "هدار غولدين" و"أورون شاؤول".