هل نحن على أبواب صفقة تبادل..؟

هل نحن على أبواب صفقة تبادل..؟
حجم الخط

بقلم: د. حسام الدجني

كشف قائد رفيع في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة أن قيادة الكتائب تلقت مؤخراً عروضاً إسرائيلية مختلفة عبر وسطاء إقليميين ودوليين لإجراء صفقة لتبادل أسرى جديدة مقابل جنودها الأسرى في غزة.

وقال القيادي في القسام إن الأعداد والصيغة التي قدمتها إسرائيل حتى الآن للصفقة المقترحة لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالب المقاومة.

فما هي دلالات تصريح القسام في هذا التوقيت وما هي الرسائل التي يريد إرسالها...؟ وهل قرأت إسرائيل ما بين سطور تصريحات القيادي للجزيرة...؟ وهل سيدفع ذلك المجتمع الصهيوني للضغط على حكومته...؟

دلالات تصريح القسام تأتي بعد الحديث عن زيارة وفد أمني فلسطيني رفيع المستوى للقاهرة مؤخراً يضم في عضويته حسب تسريبات إعلامية مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام. وتأتي أهميته أيضاً في ظل الحديث عن عروض اسرائيلية للقسام عبر وسطاء إقليميين ودوليين.

وتحمل تصريحات القيادي في القسام للجزيرة ثلاث رسائل هي:

1. الأولى للمجتمع الصهيوني وذوي الجنود بأن هذه التسريبات والعروض هي لخلق انطباع لدى المجتمع الصهيوني بأن نتانياهو حريص على جنوده ويبذل الجهود من أجل اطلاق سراحهم، بينما في الحقيقة هو يقدم مبادرات يعلم مسبقاً أن حماس لن تقبل بها.

2. رسالة للداخل الفلسطيني بأن القسام لن ولم يتنازل عن شرط الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط وأن أي تفاوض بعد ذلك سيكون ضمن صفقة مشرفة يفتخر بها شعبنا.

3. رسالة للوسطاء بأن يعلموا محددات التفاوض وأدواته قبل الشروع بأي جهود وتلك المحددات تقوم على ما يلي:

أولاً: الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط وعددهم أكثر من 60 معتقل.

ثانياً: أن الإفراج عن كل الأسرى هو مدخل للحل السياسي ينبغي أن يعمل الوسطاء على تحقيقه.

ثالثاً: الضغط على الحكومة الصهيونية بإلغاء قانون الأيادي الملطخة بالدماء لأنه يشكل عائقاً أمام أي صفقة محتملة.

رابعاً: المصداقية في الحديث عن الموضوع هي حصرية بكتائب القسام وليس الإعلام الصهيوني.

 

وسائل إعلام صهيونية تحدثت عن بعض العروض التي قدمت للقسام عبر وسطاء وهي:

العرض الأول حسب ما ذكرته بعد المصادر الإعلامية يتمثل بالإفراج عن بلال الرزاينة وهو شاب يعاني من اضطرابات نفسية اجتاز السياج الفاصل يوم 27/11/2016م مقابل هشام السيد أو أبراهام مونغستو.

العرض الثاني: إطلاق عدة إجراءات لتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، بشرط إعادة حماس كافة الإسرائيليين المحتجزين لديها. وهذا العرض تم نفيه من قبل القيادي في كتائب القسام.

لكن الأخطر في تصريحات القيادي في كتائب القسام للجزيرة هو قوله: "أن الكتائب أصدرت تعليماتها لوحدة الظل القسامية المسؤولة عن تأمين الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة بأن تأخذ في عين الاعتبار الانتهاكات الأخيرة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال."

رسائل هذا التصريح هي:

الأولى حول الوضع الصحي للجنود، فالحديث بصيغة الجمع (الجنود) يعني أن ثلاثة جنود أو أكثر هم بصحة جيدة وتتعامل معهم وحدة الظل بكل احترام، كما كانت تتعامل بالسابق مع شاليط، وهو ما تم كشفه من خلال فيلم فيديو يظهر به الجندي جلعاد شاليط على شاطئ البحر.

الثاني: لإدارة السجون بأن التعامل السيئ للأسرى الفلسطينيون سيقابله تعامل سيئ مع الجنود الصهاينة لدى المقاومة، أي أن الجزاء من جنس العمل.

الخلاصة: إن كانت والدة هدار وشاؤول وأبراهام وهشام ينتظرن فلذات أكبادهن، فهناك آلاف الأمهات الفلسطينيات ينتظرن أولادهن، وأن تبييض السجون يساهم في دعم ومساندة الأمن والاستقرار، وأن المماطلة والتسويف من قبل نتانياهو لا تخدم أحداً، وأن تجربة التفاوض في شاليط أثبتت أنه بالنهاية ستنصاع إسرائيل لمطالب المقاومة، وعليه فإن اختصار الوقت يخدم الجميع، وأن الضغوط التي مارستها عائلة شاليط وأصدقائه هي من دفعت نتانياهو للاستجابة.