طـرطـشــات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• أنفاق وجسور
فرحنا عندما سمعنا أن هناك مشروعاً طموحاً بكلفة مليار دولار لفتح أنفاق وبناء جسور وتسيير مواصلات عامة وقطارات خفيفة في الضفة الغربية، لكن سرعان ما تحول فرحنا إلى أسى وألم؛ عندما اكتشفنا أن هذه الخطة عبارة عن مشروع استيطاني احتلالي جديد، يهدف إلى ربط جميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة بإسرائيل، وبالتالي ضم الضفة بغالبية أراضيها إلى إسرائيل، حتى ولو لم يتم إعلان الضم رسمياً، ويبقى السؤال حول ماهية الرد الفلسطيني الرسمي والشعبي على هذا المشروع وغيره من المشاريع، التي تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني واستكمال المشروع الصهيوني في ظل اختلال المعادلات الدولية.

• المستوطنات والملوخية
يتندر الكثيرون بأن الملوخية عبارة عن عشبة لا تضر ولا تفيد، فالكثيرون يحبونها كوجبة لذيذة ولكنها دون قيمة غذائية عالية، أي أنها لا تضر ولا تنفع، بنفس هذا المنطق تتعامل الإدارة الأميركية مع قيام إسرائيل ببناء المستوطنات والتوسع فيها، فرغم إصرار العالم على أن المستوطنات تشكل عقبة حقيقية في طريق السلام، وقد تقوض فكرة حل الدولتين، فإن الإدارة الأميركية ووفق آخر تصريحات صدرت الأسبوع الفائت تصر على أن بناء المستوطنات قد لا يفيد في بناء السلام، إلا أنها لا تشكل عقبة أمام السلام. منطق غريب وموقف عجيب لإدارة تريد أن تغطي الشمس بغربال.

• غضب لبناني في كأس شاي
مواطن لبناني اشترى علبة شاي من مدينة صيدا عليها عرض سعر مخفض، وعرض السعر المخفض هو ما أثار حفيظة المواطن، فقام برفع صورة علبة الشاي وما كتب عليها على صفحات التواصل الاجتماعي، فقد كتب على العلبة (سعر خاص فقط بعشرة شواكل)، والسؤال هو: هل هذه بداية تطبيع أم أنها عجز عن السيطرة على ممرات التهريب للبضائع على الحدود  مع إسرائيل؟

• المحمول قبل الخبز أحياناً
طفرة اقتناء الهواتف المحمولة تجاوزت كل التوقعات، خاصة في البلدان الفقيرة أو متوسطة الدخل، هذا ما أشار إليه تقرير البنك الدولي عن التنمية في العالم 2016، حيث أفاد التقرير بأنه من بين العشرين في المائة الأفقر من الأسر، فإن حوالى 7 من بين كل 10 من هذه الأسر لديها هاتف محمول، وأصبح احتمال أن تمتلك أشد الأسر فقراً هاتفاً محمولاً أكبر من احتمال وجود مراحيض أو مياه شرب لديها.

• 37 سنة في الحكم تكفي
بعد أن أمضى سبعة وثلاثين عاماً في حكم بلاده أنغولا، وبعد أن أنهكه المرض، أعرب الرئيس الأنغولي جوزيه سانتوس عن عدم رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في بلاده، معلناً موافقته على ترشيح خليفة له عن حزبه الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، ومن الجدير بالذكر أن الحزب يحكم البلاد منذ العام 1975 ومنذ استقلال أنغولا عن البرتغال، ومعلوم أن أنغولا التي تنتج النفط والماس والذهب والنحاس تزيد معدلات الفقر فيها على 70% من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، كما تبلغ معدلات البطالة فيها 50% من حجم قوة العمل... فعلاً 37 سنة في حكم الشعب تكفي؛ حتى لا يلفظ الشعب أنفاسه الأخيرة.