يعود النقاش إلى الصدارة حول المسؤولية والتنطح لتوليها ممن هو أهل لها أو ليسوا أهلا لها ومحاور النقاش المجتمعي تتركز حول الحال الذي يراه ويعيشه، ويتركز النقاش في أن المسألة ليست مركزة على المسؤولية فقط في المواقع الحكومية، بعد الرؤية في بعض النقاش، وضيق الأفق في جزء آخر عنوانه شخصي بحت على قاعدة ثأر ماض يحرك النقاش.
يتصاعد النقاش عندما يصطدم مواطن/ة بقرار لمجلس بلدي بناء على توصية الدائرة القانونية والدائرة الهندسية يتيح لمجموعة استثمارية مواصلة العمل في ارض فيها احتجاجات قانونية ومجتمعية، وعندما يناقش المواطن/ة بحكمة وموعظة حسنة يجد أن البلدية صعدت إلى الشجرة وتريد من يساعدها للنزول عن تلك الشجرة، وهنا يصبح السؤال عن جدوى الركض خلف تبوء المسؤولية دون تقدير لحقيقة محتواها وما يترتب عليها.
ويصبح النقاش أكثر خصوبة عندما يخرج الجمع من جيوبهم فواتير الكهرباء الصادرة عن ذات الشركة ويجمعون بالورقة والقلم أنها ضوعفت عن الشهر الماضي وحتى لو أريدت المحاسبة على فرق الارتفاع بنسبة 4.9% عن الشهر الماضي لما أتيح للشركة مضاعفة الفاتورة.
المهم في الموضوع ان النقاش المجتمعي يجب ان يكون في مساره السليم حتى لا يقود إلى الإحباط واليأس بل يجب ان يصب في نهر العطاء والمساهمة في البناء ووضع أسس البناء السليم، ومن غير المحمود ان يستغل هذا النقاش لتثبيت فرضيات يراد لها ان ترسخ فتضرب مفهوم المواطنة والانتماء.
وتظهر الأمور بوضوح عندما يوضع المواطن/ة أمام مسؤولياته ويتم إشراكه في تمرين جوهره "ماذا تريد من بلديتك" "أي حكم محلي تريد" أو من نمط "كيف تقيم أداء بلديتك بحرية ومسؤولية كاملة" او تمرين من عيار "انت مسؤول لمدة شهرين ومسؤوليتك تتمثل بإعادة بناء هيكلية مؤسستك ولك ان تختار الفريق المساند" أو "انت مدير الإنتاج في مصنع فلسطيني قل لنا مقترحاتك بحيث ترضي المستهلك"، هنا يقع الإرباك غالبا وتحدث حالة من التهرب وشعار التهرب "بعد ما خربتوها بدكم تسلموني إياها" وهذه حالة هروب من المحاولة او المساهمة الجزئية، والاستمرار بحملة الاتهامات.
وتتجلى الأمور عندما تتكتل مجموعة تضغط باتجاه إقالة مجموعة تحملت المسؤولية وفي لحظة ما يتولون المسؤولية مكانهم وبمتابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تراهم يسوقون نفس المبررات والأعذار ويركزون على ذات العبارة المكررة "المواطن لا يتعاون" رغم انهم كانوا يقولون ان المواطن متعاون لكن المسؤول مقصر وعندما وقعوا في المسؤولية باتوا ينعتون المواطن.
بات ملحا تعزيز المشاركة المجتمعية وإشراك المواطن/ة في رسم السياسات والاستراتيجيات والخطط وجعله شريكا في متابعة آليات التنفيذ.
بات ملحا ألا نقلل من أهمية الرأي في المجتمع سواء اتفقنا معه او اختلفنا معه ولا يعقل ان نتعامل معه بطريقة الرد الآلي "أخوك وافق على هدم السور وتوسيع الطريق ليش جاي تتفلسف وإلا حرضوك أقرباؤك اللي في الغربة"، "يا جماعة المقاول هو الذي عطل"، "من يعمل يخطئ"، "تعالوا خذوا هالمسؤولية أي احنا بندفع من أموالنا الخاصة".
بات ملحا إعادة الاعتبار لتوسيع مساحة النقاش والرأي والرأي الآخر والنقد الموضوعي وتعزيز المواطنة والانتماء وتقديم العام على الخاص.
جيش الاحتلال يهدد باغتيال المسؤول عن هجوم السبت
12 أكتوبر 2023