تركيا تكرّم لغة الضاد في مسابقة دولية

حجم الخط

كسب اهتمام تركيا المتنامي بلغة القرآن وبثقافة جيرانها الجنوبيين فعاليات المسابقة الدولية السادسة للغة العربية زخما كبيرا، عبّر عنه حجم المشاركة الواسع في تصفياتها التي عقدت بمدينة إسطنبول .

وخلال حفل التصفيات أعلن عن أسماء المتسابقين الذين تأهلوا إلى نهائيات المسابقة، التي ستقام يومي 21 و22 مايو/أيار الجاري في مدينة قيصري التركية تحت شعار "اللغة العربية لغتنا المشتركة".

وانطلقت المسابقة الدولية للغة العربية في نسختها الأولى عام 2009 بتنظيم أكاديمية إسطنبول للغات، وبالتعاون مع المديرية العامة للتعليم الديني بوزارة التربية والتعليم الوطني بتركيا، لتستهدف طلبة مدارس "إمام وخطيب" التي تدرس اللغة العربية لطلبتها.

زخم المشاركة
ووفقا للقائمين على المسابقة فإنها تجرى على مستوى المحافظات التركية الـ81، وقد شارك في المسابقة منذ انطلاقها نحو 22 ألف طالب، بإشراف 4500 معلم، في حين يحمل 1500 أكاديمي صفة العضوية في لجانها.

ويتبارى المتسابقون في ستة مجالات هي المعلومات اللغوية والشعر والخطابة والتمثيل المسرحي، إضافة للخط العربي وأناشيد الطفل.

وأسفرت نتائج التصفيات عن فوز مدغشقر عن أفريقيا، وبنغلاديش عن آسيا، والجبل الأسود عن أوروبا، في حين فازت الأردن  عن الوطن العربي.

وقال المشارك الأردني الفائز قصي أمجد غزاوي للجزيرة نت إنه شارك في المسابقة بقصيدة شعر عن القدس، لأن المدينة تعبّر عن وجدان الأمة وحلمها أن تراها حرة.

وأضاف غزاوي الذي لفتت مشاركته بالمسابقة إعجاب الحضور، أنه اختار المشاركة الشعرية لأن "القصيدة هي رسالة وصوت للعالم بأننا لم ننس الوطن"، معبرا عن سعادته بتأهله لنهائيات المسابقة.

بدوره قال رئيس الجمعية الأكاديمية للبحوث اللغوية والعلمية أحمد أغير أقشا  إن الهدف الأساسي من المسابقة هو تنمية حب اللغة العربية في نفوس الطلاب، وتعريفهم بحقيقتها وأسرارها، وتعليمهم فنونها بطريقة ممتعة ومسلية.

وأضاف أقشا أن المسابقة توظف المناهج التعليمية الحديثة في تدريس اللغة وتعريف الطلاب بأبرز الكتاب والشعراء في الأدب العربي، وتعريفهم أيضا بمهارات الخط والمسرح وغيرها.

رباط ديني 


وفي كلمته خلال حفل التصفيات عبر إحسان أركول نائب المدير العام للشؤون الدينية بوزارة التربية والتعليم الديني عن تعلق الأتراك بالعربية وحبهم لها.

وقال "رباطنا مع العربية ليس رباط لغة فقط، بل رباط ديني وتاريخي وحبل متين نعتصم به، حتى ننقل وإياكم القيم الحقيقية والصحيحة للحضارة الإسلامية إلى الشعوب الأخرى".

كما تخللت فعاليات المسابقة كلمات لمنسق حفل التصفيات جاويد أردم مدير مدرسة إسطنبول الثانوية، ومصطفى أوسلو نائب مدير التعليم في إسطنبول, اللذين تحدثا فيها عن أهمية الجهود التي تبذل لأجل تعزيز حضور اللغة العربية لدى الشعوب المسلمة غير الناطقة بها.

من ناحيته أوضح مدير أكاديمية إسطنبول للغات علي بلبول أن تركيا تشهد الكثير من التجارب لتعزيز تعلم اللغة العربية، من بينها تنفيذ برنامج تحضيري تنظمه وزارة التربية والتعليم لطلبة مدارس "إمام وخطيب" عبر إرسال بعثات منهم إلى عدد من المدارس في الدول العربية.

وقال بلبول للجزيرة نت إن الأتراك الذين درسوا في سوريا ومصر والأردن سابقا باتوا يتقنون العربية بمستوى عال، مشيرا إلى أن الأكاديمية ساهمت في تنظيم رحلات لعشرات الطلبة مؤخرا إلى مجموعة من المدارس العربية، ومن بينها المدارس العمرية في الأردن.