على مدار يومين ، عقد مؤتمر شباب فلسطين في العاصمة المصرية القاهرة ، تحت شعار " شباب فلسطين يرسم خارطة المستقبل " وفي خلال التنظيم ظهر المؤتمر بشكل رسمي غير تقليدي ، بما يؤكد حفاوة الإستقبال والتنظيم من البلد المضيف ، فقد سمحت القاهرة بتنظيم هذا المؤتمر وسهلت عملية الوصول لإنعقاده ، رغم الظروف الأمنية المعقدة في سيناء ، في خطوة تؤكد على نية القاهرة ردم الخلاف مع غزة ، وتحسين ظروف العلاقة معها وتطويرها لخلق بيئة إنسانية أفضل لسكان القطاع .
فقد بدأ المؤتمر بالسلامين الوطنيين الفلسطيني والمصري ، وقرآة الفاتحة على أرواح شهداء البلدين الشقيقين .
وفي خلال الجلسة الأولى ، صعد النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان ، إلى منصة الجلسة ، حسب البرنامج الذي أعدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، وقد ظهر النائب دحلان إستثنائياً في كلمته التي إستمرت إلى ما يقارب الساعة في الحديث عن المستقبل ، وإمكانية إستشراقه من جديد ، من خلال العمل مع الشباب الفلسطيني على قاعدة الشراكة ، لإنهاء الأزمات السياسية والإنسانية التيبالقضية الفلسطينية ، فقد أكد الرجل حرصه على بناء جسور الثقة في المجتمع الفلسطيني من أجل إنجاز المصالحة الوطنية ، وإعادة النسيج الإجتماعي المفكك بفعل الإنقسام الفلسطيني ، وذلك سعياً لإنقاذ الحالة الفلسطينية من أزماتها المختلفة ، في مقدمها الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف بسكان القطاع . وما يتعرض له الأسرى في سجون الإحتلال وما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصي من تهويد ، وكذلك حال الشتات الفلسطيني ، اللذين منحهم صفة المعذبين في الأرض ، على نظرية القياس حسب رواية الكاتب الفرنسي " فانتس فالون " وذلك بفعل التهميش والإستثناءالمتعمد للمخيمات الفلسطينية في دول الشتات .
وفي خلال كلمته بدى دحلان للمؤتمر مبادراً سياسياً في وضع الحلول الوطنية تداركاً للمخاطر التي تحيط بالقضية الوطنية من كل إتجاه ، خاصة بعد التغيرات الإقليمية في المنطقة ، والسياسية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط .
وعند حديثه عن حركة فتح وأزماتها الداخلية ، إنطلقدحلان من واقعها في الشكر إلى الدول العربية التي حاولت رأب الصدع الفتحاوي الذي نشأ نتيجة خلافه مع رئيس السلطة محمود عباس ، وقد أكد دحلانحرصه على حركة فتح ، متمسكاً بها قبضة الأم للولد لحظة الغرق ، مؤكداً عدم الإنفصال عنها ، لكنه لم يتردد في الـتأكيد على عدم إعترافه بالمؤتمر الفتحاوي السابع ونتائجه ، مانحاً إياه صفقة " المؤتمر الإقصائي "
وفي حديثه عن حركة حماس ، ظهر النائب دحلان ، جدياً في رغبته إنقاذ غزة من كوراثها الإنسانية التي نتجت بفعل الإنقسام الفلسطيني ، مبدياً جاهزيتهفي المساعدة في تقديم الحلول من خلال علاقاته الدولية والعربية ، وإستعداده العمل على قاعدة الشراكة في معالجة آثار الإنقسام ، لكنه إستبعدالتحالف معها وذلك نظراً للخلاف الفكري والبرنامج السياسي .
وفي خلال كلمته تمسك النائب دحلان بالثوابت الوطنية وحق الشعب الفلسطيني في الإحتفاظبأرواق القوة من خلال ممارستة المقاومة السلمية بأشكالها المختلفة .
كما طالب دحلان منظمة التحرير إصلاح نفسها من خلال أطرها ولجانها بما يمكن جميع القوى من الإندماج فيها مساهمة في القرار الوطني ، وصولاً إلى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة وتحرير الأسرى من سجون الإحتلال .
وقبل الإنتهاء من كلمته ، طالب النائب دحلان شباب فلسطين رسم خارطة المستقبل على قاعدة الشراكة ، من خلال العمل على خلق واقع مختلف من المبادرات الشبابية من كافة أطياف المجتمع الفلسطيني ، لإحياء الحالة الفلسطينية من حالة فقدان الأمل على المستويات كافة .
وعقب كلمته ، إندمج دحلان في لجان المؤتمر الثمانية للإقتراب إلى هموم وواقع الشباب الفلسطيني ، لتصبح لان المؤتمر خلية من الإندماج الفكرة حول آفاق المستقبل " الواقع والمأمول " من الشباب الفلسطيني .
وقد إستمرت لجان المؤتمر في الإنعقاد على مدار يومين حسب البرنامج الذي وضعته اللجنة التحضيرية ، وقد كانت إحدى نتائجه المهمة ، تشكيل المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني ، وقد وضعت لجنة الصياغة في بيانها الختامي ثمان ِ توصيات إنبثقت عن إجتماع اللجان في مجملها ،دفع الشباب نحو الشراكة السياسية والمجتمعية لبناء بيئة إسعاف للحالة الوطنية المعتلة .
وفي البيان السياسي تمسك المؤتمر بالثوابت الوطنية ،محملاً الإحتلال المسؤولية عن ممارساته الإجرامية بحق الإنسان الفلسطيني ونهب الأرض بالإستيطانالعنصري ، وأكد البيان دعم المؤتمر للأسرى في سجون الإحتلال ، وتحيته للقدس وأهلها للصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية الوقحة .
كما أكد المؤتمر في بيانه السياسي شكره لمصر رئاسة وشعباً على حسن الإستضافة
مثمناً دور مصر في العمل على إنهاء الإنقسامينالوطني والفتحاوي .
نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين .