حماس تُكرم سنوارها وفتح تتنكر لمروانها!!

حماس تُكرم سنوارها وفتح تتنكر لمروانها!!
حجم الخط

وزعت اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال اجتماع عقدته الأسبوع المنصرم، المهام على أعضائها، حيث أقرت محمود العالول نائباً للرئيس، واللواء جبريل الرجوب أمين سر لمركزية الحركة، وبذلك التعيين تكون الحركة قد خيبت آمال أنصارها وأبنائها في تغييب الأسير مروان البرغوثي من مراكزها القيادية.

وفي المقابل فقد أظهرت انتخابات حركة "حماس" في قطاع غزة، تولي الأسير المحرر في صفقة شاليط "يحيى" السنوار قيادة الحركة في القطاع، كما أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أولت الأسير أحمد سعدات قيادتها من داخل سجنه قبل سنوات.  

وفي إطار ذلك، قال المحلل السياسي د. حسام الدجني، إن إقصاء الأسير مروان البرغوثي، شكل إحراجاً لحركة فتح التي كانت رائدة في أعمال المقاومة والكفاح المسلح.

من جانبه، أوضح المحلل السياسي د. ناجي شراب، أن اختيار حماس للأسير المحرر السنوار له عدة اعتبارات تتعلق بشخصيته، إضافة إلى التحولات التي تمر بها حركة حماس، كون السنوار له خلفية أمنية عسكرية، مؤكداً على أن انتخابه يعكس قوة كتائب القسام.

وبيّن الدجني في حديث خاص مع وكالة "خبر"، أن تغييب أسير أمضى سنين طويلة داخل سجون الاحتلال، يأتي في الوقت الذي تمنح فيه كافة فصائل العمل الوطني أسراها قيادة الحركة، مثلما كرمت حماس يحيى السنوار وتقلد قيادة الحركة بغزة، وأيضاً الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات.

وأشار شراب إلى أن اختيار السنوار لا يُعد مؤشراً على التوجه نحو مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيشكل بعداً بعيد المدى في تكوين نواة عسكرية قوية وأمنية يرأسها أسير محرر.

واعتبر الدجني أن عدم انتخاب البرغوثي نائب للرئيس عباس خلق حالة من الإرباك أمام الرأي العام والحركة الأسيرة، التي كانت تأمل أن يكون مروان البرغوثي خليفة للرئيس.

ولفت شراب في حديث خاص مع وكالة "خبر"، إلى أن قوة التيارات الداخلية في حركة حماس يؤكد فرضية نواة الدولة في قطاع غزة، والتي اختارت يحيى السنوار قائداً لها، بالإضافة إلى حجم التقارب بين البعدين الأمني والسياسي .

واعتقد الدجني أن الشارع الفلسطيني قد أصيب  بخيبة الأمل، وذلك عقب عدم تولية البرغوثي أي مفوضية، مشيراً إلى أن التوجه العام ينصب نحو كيفية تفويض محمد المدني بالتطبيع مع المجتمع الإسرائيلي، في الوقت الذي لا يتم تكليف مروان البرغوثي بالتطبيع مع الأسرى.

وتابع شراب أن اختيار يحي السنوار يعكس واقع حماس السياسي الذي تمر به، عبر تحولها من حركة سياسية داخلية إلى فاعلة سياسياً لها حضور إقليمي، معتقداً أن حماس باتت تهيؤ نفسها لإدارة قطاع غزة.

وأوضح الدجني أن عناصر ومؤيدي مروان البرغوثي، بالإضافة إلى زوجته فدوى البرغوثي جميعهم أصيبوا بحالة من الصدمة، مبيّناً أن الأيام القادمة ستكشف عن الأسباب التي حالت دون أن يتبوأ الأسير البرغوثي سدة الهرم السياسي.

وأكد شراب على أن اختيار يحيى يُشير إلى قوة الحركة الأسيرة، كونه ليس مجرد أسير، بل شخصية قيادية وبارزة لها دور سياسي كبير.

ونوه الدجني إلى أن حركة فتح منشغلة بقضايا ومشاكل كبرى، تعتبرها أهم من وصول مروان أو عدم وصوله إلى الهرم القيادي، موضحاً أن استقالة مروان البرغوثي ستكشف بعض الحقائق والتفاصيل، الأمر الذي سيؤدي إلى بروز تيار دحلان، وإلحاق الضعف في حركة فتح، وهذا الأمر ليس في صالح النظام السياسي الفلسطيني.

وتساءل شراب ما الذي يمنع اختيار الأسير مروان البرغوثي لمنصب نائب الرئيس، خاصة بعد فوزه في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح بأغلبية الأصوات؟؟.

وتوقع الدجني أن انسداد الأفق السياسي وإعلان نتنياهو بأنه يسعى إلى ضم الضفة، وأن حل الدولتين لم يعد مقدساً، سيؤدي إلى بروز التيار الثوري في حركة فتح، من خلال تقلده مناصب الحركة العليا، بالإضافة إلى اشتداد وتيرة انتفاضة القدس ومشاركة فتح فيها بشكل أوسع.

ولفت شراب إلى أن عدم اختيار البرغوثي لهذا المركز، يعود لعدة أسباب أولها، وجود طموحات سياسية لدى بعض القيادات، أمثال اللواء جبريل الرجوب، بالإضافة إلى الضغوطات الإسرائيلية الأمريكية حول كيفية اختياره وهو متهم  بالإرهاب من قبل إسرائيل، وبالتالي فإن "فتح" أرادت أن تنأى بنفسها عن هذا الاتهام.

وأشار الدجني إلى أن الأسير مروان البرغوثي سيخرج عن صمته، لافتاً إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن مستقبل حركة فتح بعد إدلاء البرغوثي بمعلومات وتفاصيل جديدة.

وأردف شراب بأن مرحلة الرئيس محمود عباس باتت قصيرة، الأمر الذي يخلق أزمة بالنسبة لحركة فتح في مرحلة ما بعد الرئيس وتولي مروان البرغوثي لقيادة الحركة من داخل السجن.

وشدد الدجني على أن اختيار السنوار قائداً لحركة حماس، يُعد تقديراً للحركة الأسيرة، كون السنوار قضى ما يقرب  من (24) عاماً في سجون الاحتلال، مضيفاً أن وصول هذا الرجل للمنصب الحالي ينسجم مع طبيعة المرحلة الحالية وحجم التحديات التي تعصف بالقضية.

وتابع الدجني أن اختيار السنوار لقيادة الحركة لم يكن برغبة حمساوية، بل جاء نتيجة تدافع سياسي وانتخابات قامت بها الحركة، مؤكداً على أن التيار الراديكالي الذي يرأسه السنوار حالياً يشكل حالة ردع للاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي سينعكس على سياسة الحركة داخلياً وخارجياً، وصولاً إلى إتمام صفقة تبادل أسرى وإنجازها بشكل أسرع.

تيار دحلان والبرغوثي

وأشار شراب إلى أن المشكلة الأخطر تتمثل في  الخلافات السابقة والتي يمثلها دحلان، والجديدة المتمثلة في تجاهل مروان البرغوثي والتي قد تبرز بشكل قوي وتفرض نفسها على حركة فتح خلال مرحلة ما بعد الرئيس.

وأكد على أن الخطر الأكبر يتمثل في أن عدم اختيار مروان البرغوثي، قد جاء في ظل خلافات فتحاوية داخلية بين تيار دحلان وعباس، يضاف إليها خلافاً جديداً وهو تجاهل مروان البرغوثي، وبالتالي قد يخلق نوع من التقارب بين مؤيدي مروان والتيار الإصلاحي.

وتوقع أن حركة فتح ستتجه نحو خيارين وذلك في مرحلة ما بعد الرئيس، أولها: بروز أصوات في المجلس الثوري لم تكن قادرة أن تعلن صوتها، تطالب بإعلان بتوحيد أطر الحركة وعودة دحلان والبرغوثي، أما السيناريو الثاني يتم خلاله الإعلان الرسمي عن انشقاق حركة فتح إلى أكثر من تنظيم، وبالتالي نكون أمام "فتح" جديدة بواقع سياسي جديد.

واعتقد أن مروان يملك أوراقاً كثيرة، وذلك في حال أصدر بياناً سياساً وحقائق جديدة، أو تقديم استقالته من اللجنة المركزية، فإن ذلك سيؤدي إلى صدمة سياسية داخل حركة فتح.

كما بيّن أن تأثير مروان البرغوثي على الساحة الفلسطينية أقوى من دحلان، مضيفاً أنه لا يمكن لقيادة حركة فتح أن تنفيه كونه يتمتع بمصداقية ونفوذ، ويمثل نضالاً حقيقياً للحركة، بالإضافة إلى أنه أمضي سنين حياته داخل سجون الاحتلال.