قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، إن الشرق الأوسط يشهد انقلاباً جديداً، يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمساعدة أطراف عربية، مشيراً إلى أن عنوان المرحلة هو "وضع اللمسات الأخيرة لتصفية القضية الفلسطينية والتحالف مع جهات عربية لتحقيق مصالح إسرائيل".
وأضاف الهندي خلال لقاء حواري نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني في غزة، لمعرفة موقف حركة الجهاد الإسلامي من حل الدولتين والتحركات الإسرائيلية في المحافل الدولية لتصفية القضية الفلسطينية، أن "إغلاق ملف فلسطين أصبح مطلباً عربياً، كون الدول تتحالف مع مصالحها فقط، ولا يتوهم أحد أن تحالفات جديدة ممكن أن تقوم في المنطقة".
وأكد على أن إسرائيل عدو للجميع، وذلك لأنها ليست إلا مشروع هيمنة على المنطقة، خاصة في ظل الوضع المحلي والإقليمي القائم، وفشل السلطة الفلسطينية في كافة المحافل والملفات، وتوهم البعض أن إسرائيل يمكن أن تكن حليفاً لأحد.
وشدد الهندي على أن فلسطين رافعة للجميع، وليس للوضع الفلسطيني فقط، مضيفاً: "لا يمكن لفلسطين أن تكون عدواً لأحد أو تتدخل في شأن من الشؤون الخارجية، لأن فلسطين حركة تحرر".
وتابع: "ندرك الوضع البائس في المنطقة ونريد أن نحافظ على دورنا وواجبنا، ودورنا هو الاشتباك مع المشروع الصهيوني على كل الأحوال، ولا نجعله يأخذ راحته وينفرد لتحقيق بعض الأفكار المهزومة المنتشرة اليوم".
وأشار الهندي، إلى صعوبة كافة خيارات إسرائيل في المستوى المتوسط، موضحاً أن حركة الجهاد الإسلامي تؤكد على ضرورة بقاء الهدف الثابت، في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
وفي حديثه عن حل الدولتين، قال الهندي: "حل الدولتين حمل من البداية بذور فشله،لأنه أجَل القضايا الرئيسية للصراع إلى مرحلة لاحقة تم تحديدها بخمس سنوات، لا زالت حتى اليوم على حالها، وجاء اليوم لقاء ترامب نتنياهو لتأبين هذا المشروع"، منتقداً لهاث السلطة خلف اتصال تلفوني مع ترامب، بينما هو يدير ظهره لها.
وأردف: "السلطة فشلت في أكثر من مجال، فشلت في أن يكون لها بدائل، لا نطالبها بإعلان الحرب على إسرائيل ولا أن تحل نفسها ولا تنسحب من أوسلو، نريد لها أن تساعد نفسها بعد أن أضاعت عدة فرص، منها فرصة محكمة لاهاي بشأن الجدار، وتفعيل تقرير غولدستاين، وفشلها في تفعيل قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان"، مؤكداً على أن السلطة فشلت في مشروعها وليس في مشروع الثوابت الفلسطينية.
وبيّن أن السلطة الفلسطينية فشلت على المستوى الداخلي، في تحقيق وإنجاز المصالحة، وفي إعادة بناء منظمة التحرير، على أسس تم التوافق عليها، وفشلت في اتفاق القاهرة 2005، وفشلت في موضوع الانتخابات البلدية مؤخراً.
وأكمل حديثه: "للأسف يخرج من يقول إننا نريد دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق، إسرائيل التي طرحت حل الدولتين للخروج من مأزقها، هي من رفض هذا الحل وتنكر له لأنها تريده فقط شعاراً في المحافل الدولية دون تطبيقه على الأرض، في المقابل لا تتوقف عن سرقة ومصادرة الأراضي".
وفيما يتعلق بالوضع العربي الذي يصاحب فكرة "تأبين حل الدولتين"، أوضح د. الهندي: الوضع العربي لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً، المنطقة في حروب وضغوط كبيرة، والعرب يخضعون لابتزاز إسرائيل وألاعيب ترامب، والبعض من العرب يتوهم أنه يمكن تطبيع العلاقة مع إسرائيل، والبعض يريد ترتيبات إقليمية لحل القضية الفلسطينية، تقوم على التطبيع بين العرب ودولة الاحتلال".
وأشار إلى أن إسرائيل صرحت علانية بأن بعض العرب يقيمون علاقات معها، وأن العالم يتفهم بأن فلسطين ليست المشكلة الرئيسية في الصراع بالشرق الأوسط وأن وترتيبات إقليمية يمكن أن تحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "هذا هو الانقلاب الجديد في المنطقة".
كما أكد على أن إسرائيل تجني أرباحا مجانية في كل الاتجاهات، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية ستتصدى لمشروع التوصل لاتفاق نهائي للصراع، واصفاً هذا المشروع بـ"الأخطر في المنطقة".
وحول مستقبل العلاقات بين حركتي فتح والجهاد الإسلامي بعد موجة التصرحيات الأخيرة التي عقبت هجوم الأمين العام للجهاد الإسلامي د. رمضان شلح على السلطة الفلسطينية، قال الهندي: "إن الموقف الأخير لا يعبر عن حركة فتح بالمطلق، بل إنه يعبر عن مجموعة تريد أن تتهرب من المسؤولية".
وبيّن الهندي لمراسل لمراسل وكالة "خبر"، أن حركة فتح لم تستخدم هذه اللغة في وصف الخلافات الفلسطينية على مدار تاريخها، مؤكداً على أن الموقف الأخير لا يعبر إلا عن موقف مجموعة صغيرة، حيث أن قيادات "فتح" أشادت بمادرة الجهاد وموقفها.
يتبع اللقاء كاملاً،،