5 مُعضلات تؤثر على حياة طفلكما

حجم الخط

مرحلة الطفولة هي علامة فارقة في حياة الأطفال؛ لأنها هي التي تُحدد مستقبلهم. هي مرحلة مليئة بالأحلام والتوقعات والتحديات، ولكن مع الأسف فإن هذه المرحلة التي ينبغي أن تكون لحظات من الأفراح، قد تتحول إلى معاناة في الحياة، إذا تعرض الطفل لتغيرات، تتحول إلى مُعضلات تُشعره بفقد الأمان، فكيف يتمكن الأبوان من معالجتها؟

عمل معهد ساوباولو المختص بالشؤون الاجتماعية على دراسة بعنوان: «معضلات مرحلة الطفولة وعلاقتها بالعقد النفسية عند الأطفال»، واعتبرت هذه المعضلات هي المسؤولة عن خلل تصرف الطفل وشقائه إذا لم ينتبه الأهالي إلى ذلك، ومن أبرزها:

المعضلة الأولى انفصال الأبوين: وذلك يعتبر بالنسبة للطفل المعضلة الأكثر تعقيداً، إنه الضياع بعينه بالنسبة له، فمع من سيعيش، ومن هو الطرف الذي سيتخلى عنه؟ وهو بحاجة إلى الأم والأب كليهما؛ لكي ينمو بشكل متوازن من الناحيتين العقلية والعاطفية.
وقد تشكل هذه المعضلة مُنعطفاً خطيراً يُدخل الطفل إلى عوالم مجهولة نتيجة الإهمال الذي يلي انفصال الأبوين.

نصيحة:
اعلما أن طلاقكما يعتبر بالنسبة لكثير من علماء النفس الأرضية الخصبة لدخول الطفل في الكبر إلى عالم الجريمة نتيجة فقدانه الثقة بالآخرين وبكما؛ فكونا على حذر!

المعضلة الثانية الانتقال من مدينة إلى أخرى: وهي معضلة بالنسبة للأطفال الصغار الذين يتعلقون جداً بالأشياء التي يعرفونها، وبالبيئة التي ولدوا فيها وعاشوا فيها، فالانتقال المفاجئ معضلة؛ لأن الطفل ربما يرفض البيئة الجديدة ويواجه صعوبة كبيرة في التأقلم معها.

نصيحة:
إذا كانت هناك حاجة فعلا لتغيير المنزل أو المدينة أو البلد، فعليكما التمهيد مع أطفالكما قبل الانتقال بوقت طويل، وإقناعهم وشرح كل صغيرة وكبيرة حول هذا الانتقال والإجابة عن كافة أسئلتهم البريئة.

المعضلة الثالثة مولد أخ أو أخت: هذه تجعل الطفل الذي كان وحيداً ومثار اهتمام وانتباه الأبوين يجد صعوبة بالغة في قبول أي متطفل جديد بالأسرة، فهو يشعر بأنه فقد الأهمية التي كان يحظى بها عندما كان مازال وحيد أبويه.

نصيحة:
أفضل الوسائل لمواجهة ذلك هي معاملة الطفل الأكبر بنفس المساواة مع المولود الجديد؛ لتجنب تحول المعضلة إلى عقد أخرى قد تتجذر عنده بشكل غيرة مرضية، تنمو حتى مرحلة البلوغ، أو يصل إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالدونية.

المعضلة الرابعة الدخول إلى المدرسة: فهو يعتبر بالنسبة للطفل معضلة؛ لأنه يعني أيضاً تغيراً في البيئة التي تعلق بها، والأهالي يحاولون أحيانا تركه وحيدا للمواجهة.

نصيحة: 
تحليا بالصبر عندما يبدي الطفل رفضه للذهاب إلى المدرسة؛ لأن ذلك أمر طبيعي، وإجباره على الذهاب دون أدنى اعتبار لمشاعره يتحول إلى معضلة أخرى ترمي بظلالها على شخصيته وتصرفاته.

المعضلة الخامسة الفطام المفاجئ: علماء النفس يؤكدون أن الرضاعة تعتبر من أقوى الصلات العاطفية التي تربط الطفل بأمه، وإجباره على التوقف المفاجئ عنها يضع علامات استفهام حول حقيقة حبها له.

نصيحة:
التمهيد لهذا الفطام يجب أن يكون تدريجيا، وبشكل يفهمه الطفل.

أقرب وسيلة
تنصح جيانيت جيلسون، المتخصصة بأمراض الأطفال والرضع والمدرسة بكلية طب الأطفال بجامعة، كاسبر ليبارو، في مدينة ساوباولو الآباء والأمهات بالتالي:

- راقبا أطفالكما من حيث السلوك وردود الأفعال تجاه أي قرار بإحداث تغييرات في حياة الطفل، فالتغيرات المفاجئة تشعرهم بأن ذلك يحدث بسببهم فيحسون بعقدة الذنب أو فقدان الاهتمام.

- الطريقة التي يتم فيها نقل خبر ما للطفل عن احتمال حدوث تغييرات في حياة الأسرة تعد في غاية الأهمية، فمن غير المعقول أن تنقلا خبر الطلاق بطريقة تبث الرعب في نفسيته.

- لا تعاملاه على أنه إنسان بالغ، وسيفهم بسرعة، بل مارسا إستراتيجية متأنية في الشرح، بمستواه العقلي.

- إذا لم يفد شرحكما في تهدئته فيجب الاستعانة باختصاصيين في علم النفس عند الأطفال.