قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، إن عشرات العائلات الفلسطينية نزحت من مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، بسبب التوتر الأمني المستمر والاشتباكات التي تندلع بين الحين والآخر.
وأكدت المجموعة في تقريرها اليومي على صفحتها عبر "فيسبوك" الاثنين، أن التوتر والاشتباكات يفاقم معاناة مئات العائلات الفلسطينية السورية القاطنة في المخيم، ويزيد من هواجسهم ومخاوفهم بعدما هربوا من أتون الحرب الدائرة في سورية إلى لبنان بحثاً عن الأمن والأمان.
يذكر أن اشتباكات بدأت في المخيم السبت الماضي، وارتفعت وتيرتها الأحد، بمنطقة الشارع الفوقاني بين عناصر إسلامية وعناصر من حركة فتح، استخدم الجانبان خلالها الأسلحة الرشاشة والصاروخية.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين، وأضرار مادية، الأمر الذي أدى إلى نزوح عشرات اللاجئين الفلسطينيين من سورية، حيث سادت حالة هلع وخوف بينهم، وخاصة النساء والأطفال.
ويعبر اللاجئون الفلسطينيون من سورية عن قلقهم من حدوث أي توتر أمني وانعكاساته السلبية على حياتهم، فالاشتباكات والتوتر التي يشهدها المخيم نتج عنها خسائر بشرية ومادّية فادحة، بالإضافة إلى تشريد المئات من السكان وضرب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وإغلاق المؤسسات الصحية والتربوية.
ويقول أبو محمد (60) عاماً من أبناء مخيم اليرموك "صدق المثل القائل هربنا من تحت الدلف إلى تحت المزرايب"، مشيراً إلى أنه لجأ إلى مخيّم عين الحلوة من أجل سلامة عائلته المكونة من خمسة أطفال، وهرباً من جحيم الحرب، إلا أنه لم يجد الأمن والأمان الذي كان يحلم به.
أما أيمن اللاجئ من مخيم خان الشيح فيقول: "عند حدوث أي اشتباكات، أهرب أنا وأطفالي وزوجتي إلى خارج المخيم، نجلس في مكان قريب منه إلى أن تهدأ الأوضاع ونعود بعدها إلى المخيم لأنه لا يوجد خيار لنا سوى العودة، فأوضاعنا المعيشية لا يعلم بها سوى الله".
وبحسب إحصائيات اتحاد المؤسسات الإغاثية الإسلامية داخل مخيم عين الحلوة فأنّ عدد العائلات الفلسطينية المهجرة من سورية في مخيم عين الحلوة قد انخفض إلى نحو (726) عائلة نهاية 2016.
وفي سياق أخر، قالت مجموعة العمل، إن اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في منطقتي جلين وتسيل جنوب سورية، يعيشون وضعاً أمنياً صعباً وسط حالة من القلق والاضطراب الكبير بعد سيطرة تنظيم الدولة - داعش على المنطقة.
وذكرت أن ما يعرف بجيش خالد التابع لتنظيم الدولة، أحكم سيطرته على بلدة جلين وبلدة تسيل وعدة مناطق أخرى بريف #درعا الغربي، بعد هجوم وُصف بالأعنف منذ بدء معارك المعارضة مع النظام في الآونة الأخيرة.
وفي بلدة تسيل الواقعة شمال غرب محافظة درعا، ذكرت مصادر ميدانية وشهود عيان، "أن عناصر جيش خالد، نفّذوا خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات طالت عدد من الأشخاص القاطنين في البلدة، بتهمة ارتباطهم وتعاملهم مع فصائل الجيش الحر، كما تم اعتقال فتاتين لقتال والدهما إلى جانب الجيش الحر ضد التنظيم".
وكان تنظيم الدولة "داعش" ارتكب مجزرة قبل أيام في بلدة "جلّين" قبل انسحابه من البلدة راح ضحيتها العشرات من المدنيين، إضافة إلى اعتقال واختطاف العشرات منهم، وعُرف من الضحايا الفلسطينيين اللاجئَين "فرج محمد فرج" و"فارس على الغزاوي".
يذكر أن تجمع جلين الذي يقع شمال غرب مركز مدينة درعا 25 كم يقطنه حوالي (500) عائلة معظمهم من منطقة شمال فلسطين (الدواره- الصالحية- العبيسية- السبارجه – المواسه - وبعض العائلات من الضفة وغزة)، فيما يعيش في بلدة تسيل الواقعة شمال غرب محافظة درعا قرابة (120) عائلة فلسطينية.
في غضون ذلك، تستمر حواجز الجيش النظامي بمنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في مخيم السبينة للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، وذلك بالرغم من خلو المخيم من أي وجود للمعارضة السورية المسلحة.