انتهت قصتكما، ولكنك ترددين لنفسك ما المشكلة لو بقيتما أصدقاء، وتشعرين بحاجة لأن لا يخرج هذا الشخص من حياتك، حسب دراسة أمريكية حديثة، هذا النوع من التصرفات يدلّ على النرجسية ويمكن حتى أن يصل إلى أن يكون أحد أعراض مرض نفسيّ.
عندما يرغب حبيب سابق في أن يبقى الطرف الآخر صديقا له وأن لا يقطع علاقته به تماما، أول شيء يتبادر للذهن أنه يريد أن يجعلنا عجلة خامسة، مجرد علاقة لا يرغب بخسارتها فلربما سيحتاجها يوما ما، هذا أيضا ما سيقوله كل الأشخاص الذين حولنا، هل هذا صحيح بالفعل؟ وإن لم يكن هذا فماذا يمكن أن يكون السبب؟
كشفت دراسة أمريكية جديدة، قام بها باحثون في جامعة أوكلاند، أن الرغبة في بقاء حبيب سابق إلى جوارنا وعدم خروجه من حياتنا هي حالة مرضية بحتة تنمّ عن خلل في النفسية، كل ما يقال عن الثقة والعشرة والتعلق العاطفيّ شيء لا يمتّ للحقيقة بأي صلة.
حسب مؤلفي هذه الدراسة، جوستان موجيليسكي وليزا ويلنغ، فإن مجرد الرغبة في وجود حبيب سابق داخل حياتنا يكشف مباشرة مناطق سوداء داخل شخصياتنا، ومن أجل اكتشافها تمّ سؤال 860 شخصا، واستنج الباحثون النفسيون الأمريكيون أن الأشخاص الذين يعانون من النرجسية والمشاكل النفسية هم تماماً أولئك الذين يبحثون دوماً عن صداقة شعلاتهم السابقة، بمعنى أنهم يتعنتون ويصرون في الإمساك بكل شخص يدخل حياتهم دون التفكير في مشاعر الآخر وما قد يؤثر به ذلك على حياتهم، بل فقط من أجل راحتهم الشخصية.
هذه الشخصيات المظلمة حسب تعبير الدراسة يشتركون عادة في ثلاث صفات رئيسية: السيطرة، المرض النفسي والنرجسية، وهؤلاء يختارون أصدقاءهم حسب مواصفات استراتيجية بمعنى مدى ضرورة أن يتواجد هؤلاء الأشخاص في حياتهم، ويتعاملون مع الانفصال على أنه هزيمة لا يستسلمون لها أبدا، لذلك تتملكهم تلك الرغبة في إبقاء الحبيب السابق إلى جانبهم تحت مسمى “صديق”، هؤلاء هم النرجسيون.
من ناحية أخرى تقول الدراسة أن هؤلاء الأشخاص أصحاب الشخصيات المظلمة يسعون لصداقة حبيب سابق بطريقة إستراتيجية بحتة ولا تنمّ عن أي شعور ولكنها رغبة في التسلل متى رغبوا إلى الحياة العاطفية لهذا الحبيب السابق، متى رغبوا هم أو اضطروا لذلك، من هنا يبدأ الشعور بتملّك هذا الشخص وتتحول المسألة إلى حالة مرضية!
تؤكد الدراسة أن هذا النوع من الصداقات زائف لأنه غير مبنيّ على دوافع صادقة، وما نشرته في مقال مطوّل صحيفة مدام فيغارو Madame Figaro، وللتلخيص فإنكِ عندما تطلبين من حبيب سابق أن يبقى صديقا لكِ، أو عندما يطلب هو ذلك، فالأمر لا يخلو من مشاكل نفسية من أهمها الرغبة في السيطرة على مشاعر الآخر، وهذا أمر لا يمكن أن يكون صحيا ولا سليماً لأي شخص، وتذكري تلك الكلمة التي نعرفها جميعا بأن الصداقة قد تتحول إلى حب بينما الحب لا يتحول إلى صداقة، إذا شعرتِ بالرغبة في تكذيب هذا أو إذا ما كذبه شخص لكِ، فالأطباء ينصحونكِ بالتفكير مليا في الأمر.