عادة ما تجرّب المرأة الراغبة في الحمل، جميع الوسائل والطرق التي قد تساعدها في الأمر، فتلجأ إلى تجرية الوضعيات الجنسية المختلفة أو إلى انتظار الأيام التي تكون فيها البويضات جاهزة للاخصاب. ويشاع بين النساء أن وضعية استلقاء المرأة في السرير بعد ممارسة الجنس لفترة من الزمن قد تساعد في حدوث الحمل، إلا أن التجارب والأبحاث، لم تستطع حتى هذه اللحظة تأكيد صحة هذه الإدعاءات.
فالمفهوم الكامن وراء فكرة الاستلقاء بعد ممارسة الجنس لتثبيت الحمل، منطقي للغاية، حيث إنه يساعد الحيوانات المنوية في إيجاد طريقها للبويضة، ما قد يزيد نسبة حدوث الحمل. لكن العلماء خرجزا مؤخراً بوضع النظرية "المنطقية" السابقة موضع تساؤل. وفي الدراسة الجديدة، أجرى العلماء تجربة على 500 إمرأة لقحوا بالحيوانات المنوية، منهم من طلب منهن الاستلقاء في السرير لمدة 15 دقيقة، ومنهن ما تحركوا مباشرة بعد عملية الحقن.
ووجد العلماء لاحقاً أنه لا يوجد أي فروقات في احتمال حدوث الحمل عند النساء اللواتي نهضن مباشرة وبين أولئك اللواتي بقين في الفراش للراحة، وفي الواقع حصل الحمل عند 40% من النساء اللواتي نهضن، أما المستريحات فحصل عندهن الحمل بنسبة 32%.
وأخذت الدراسة بعين الاعتبار أن التلقيح صناعي وغير طبيعي. وتعليقاً على النتيجة، قالت البروفيسورة ماري منكين من جامعة ييل الأميركية، إنه في حالة الجماع الطبيعي، تنطلق الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم، وإذا كانت البويضة جاهزة للإخصاب يحدث الحمل، كما أكدت أن الحيوان المنوي السريع والصحي، يصل على الفور دون الحاجة لاستلقاء المرأة وتوقفها عن الحركة.
ونصحت منكين النساء الراغبات في الحمل، بممارسة الجنس في الأوقات المناسبة والصحيحة (أوقات الإباضة)، كما حذرّت من استخدام المزلقات المستخدمة لتسهيل العملية الجنسية لأن عددا كبيا منها يقضي على الحيوانات المنوية أو قد يضعف من سرعتها.