الأكثر فساداً
لا توجد مدينة فاضلة ولم توجد عبر التاريخ، الفساد موجود في كل مكان وكل زمان ولكن بنسب متفاوتة، ووفق معطيات نشرتها منظمة الشفافية الدولية لعام 2016 فان 69% من دول العالم مصنفة ضمن قائمة الدول التي بها فساد، وتتصدر القائمة دول مثل الصومال، جنوب السودان، وكوريا الشمالية، بينما تحظى دول مثل الدنمارك ونيوزيلندا بالمعطيات الأفضل لعام 2016، وتليهما فنلندا والسويد، المهم في الدراسة أنه يمكن محاربة الفساد بنجاح في دول ذات مستويات عالية جدا من حرية التعبير، تعمل فيها مؤسسات ديمقراطية قوية، وتتسم بالشفافية في كل الإجراءات السياسية.
مفارقات
بينما قد تصل كلفة سفر الواحد منا لعبور الحدود والانتقال بين فلسطين والأردن الى اكثر من مئة دولار اميركي فان كلفة الانتقال من تل ابيب ولندن قد لا تزيد على 90 دولارا، فقد أعلنت شركة Wizz Air المجرية عن قرب تسيير خطوط طيران من تل ابيب الى عواصم مختلفة منها لندن بكلفة 309 شواكل وتل ابيب وبودابست بكلفة 180 شيكلا، معادلات ظالمة بكل المقاييس للإنسان الفلسطيني الذي توضع امامه كافة المعيقات لتقييد حريته وحقه في الحركة والتنقل بينما الإسرائيلي تقدم له كل التسهيلات للتنقل الحر واليسير والوصول الى اقاصي الدنيا وباقل التكاليف وبعد ذلك يتكلمون عن عدالة وإنسانية وحقوق.
تشجيع الاستثمار
في احدى الدول الأوروبية قام بعض المستثمرين الأجانب بإنشاء مشروع انتاجي ضخم على ارض مستأجرة وفي بناء مستأجر، حكومة الدولة المضيفة لهذا الاستثمار وعندما تأكدت من جدية المستثمرين وجدوى الاستثمار وعائده الاقتصادي والاجتماعي على البلد قامت بالتنازل عن الأرض والمبنى للشركة المستثمرة كشكل من اشكال تشجيع الاستثمار، تخيلوا، فقط تخيلوا ان يحدث مثل هذا التصرف من قبل حكوماتنا.
“مجنون يحكي وعاقل يسمع”
لم يعد من السهل في أيامنا وبظل هذا السيل المنهمر من التصريحات المتناقضة والمناقضة للمنطق التي تصدر عن سياسيين وحكام وقادة ان نميز من هو المجنون ومن هو العاقل، فالكل يحكي والكل يدعي انه يسمع، هذا الكلام ينطبق على سيل التصريحات الأخيرة ومن اعلى المنابر الدولية حول مصير القضية الفلسطينية وحول الحل الأنسب للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أهو دولة ام دولتان، ام دولة ناقصة ام دولة ديمقراطية، فهل نحن في مزاد ام في عالم مجنون، استفتوا الشعب، صاحب الولاية والحق فهو الوحيد الذي يجب ان يقرر شكل الدولة او الحل الذي يريد.
ويتساءلون عن الأسباب
شهد قطاع غزة مؤخرا عددا من حوادث القتل او الانتحار او الوفاة غير معروفة السبب، ويتساءل الكثيرون ما الذي يحدث في غزة وعن أسباب العنف واليأس المتنامي في القطاع، الكل يتساءل مع ان الكل يعلم، غزة محاصرة، مقهورة، البطالة والفقر ينخران جسدها العاري، شتاؤها قارس دون وقود وليلها طويل دون كهرباء، غزة وحيدة، غزة بحاجة لفك الحصار عنها، بحاجة لمن يحمل لواء قضيتها فهي الجزء الأكثر ايلاما من أجزاء الجسد الفلسطيني المكلوم.