"حماس" تنتصر على إسرائيل في الحرب النفسية

afb473bd9e189c4a2b1b31aea8d7362c
حجم الخط

ستكون الكلمات الآتية صعبة على الاحتمال، ولكن يجب قول الحقيقة: تاريخنا حول الأنفاق مبالغ فيه، وليس منطقيا.
فالمليارات التي سكبت لإيجاد حل لتهديد موضعي زائدة وغير ضرورية. «حماس» لا تخطط لإبادة اسرائيل عبر الأنفاق، بل تسعى إلى استنزافنا حتى النهاية.
وعليه، فان النتيجة في الحرب النفسية في مسألة الأنفاق هي «حماس» 1 – اسرائيل 0. كل ذلك لأننا انضغطنا في الدفاع.
لا شك أن سيناريو تتسلل فيه خلية «مخربين» من تحت الأرض إلى بلدة إسرائيلية فتقتل عائلة كاملة سيكون ضربة شديدة لدولة اسرائيل، ولكنها ليست ضربة وجودية. لدى «حماس» قدرة أفضل لضرب الجبهة الداخلية بوحشية مما من خلال الأنفاق، ولا تسكب إسرائيل المليارات كي توقف هذه التهديدات.
كم مواطناً اسرائيلياً قُتلوا بسبب أنفاق «الإرهاب»؟ كم من الاسرائيليين قُتلوا بسبب «الإرهاب»؟ وكم نفقد نحن كل يوم في حوادث الطرق؟ والآن افحصوا الميزانيات وستكتشفون بأن اسرائيل تخطئ مرة أخرى في سلم أولوياتها.
اليوم أيضاً، ليس لدى إسرائيل حل لأنفاق الإرهاب. فرغم التطويرات ورغم الجهود فإننا لسنا هناك، ومن المشكوك أن نصل إلى هناك في السنوات القادمة.
ما تغير بالفعل عشية حملة «الجرف الصامد» هو جاهزية الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن البلدات.
يتخذ المراقب كلمات قاسية في نقده للقيادة السياسية ورئيس الأركان، حين يقول إن سكان الجنوب وجنود الجيش الاسرائيلي تركوا لمصيرهم.
في دولة سليمة على هذا فقط كان يسقط هنا شيء. أما في دولتنا، مع هذا التقرير، مثلما أيضا مع باقي القضايا، فانهم سيستخدمونه ليلفوا به الأسماك وينظفوا به النوافذ في الأيام القريبة القادمة.
لماذا؟ لأنه عشية نشر التقرير نجح من يوجه إليهم النقد أو بعضهم على الأقل في إقناعكم بأن المراقب يسروي مشتث لإسرائيل وأن إسرائيل يمكنها أن تصفي «حماس» في غضون 48 ساعة.
إذاً، تعالوا لنقول الحقيقة: من المعارضة يمكن إسقاط «حماس»، أما من الائتلاف فأنت تفهم بأن «حماس» جيدة لنا، بالضبط مثل «حزب الله» وبالضبط مثل أبو مازن. لماذا؟ لأنهم الأكثر استقراراً في الفوضى التي حولنا، وأن ما نراه في تقارير الاستخبارات وتقديرات الوضع لا نراه من كرسي الضيف في الندوات.
الجيش الاسرائيلي، بقيادة رئيس الاركان جادي آيزنكوت، صنع صورة كبيرة في كل ما يتعلق بالاستعدادات للمواجهة التالية: ولو كانت «الجرف الصامد» نشبت اليوم، لكنا نبدو بشكل مختلف. إلى جانب ذلك، ينبغي أن نقول بصدق إن هذا لا يعني أن «حماس» لن تتسلل من الأنفاق، من البحر، من الجو، أو من البر.
يجب الفهم - ولا حاجة للفزع - أن تهديد أمن اسرائيل لن يختفي قريبا، وبين الحين والآخر سيتعاظم فقط.
يعد الجيش الاسرائيلي الجهة المتصدرة في استخلاص الدروس، وهذا ما يفعله في السنتين الأخيرتين.
من المحزن أن نراه عرضة للضرب. ينبغي حماية الجيش وقادته وعدم جره وجرهم إلى الحوار المتبهم.

عن «معاريف»     
بقلم: نوعم أمير

ستكون الكلمات الآتية صعبة على الاحتمال، ولكن يجب قول الحقيقة: تاريخنا حول الأنفاق مبالغ فيه، وليس منطقيا.
فالمليارات التي سكبت لإيجاد حل لتهديد موضعي زائدة وغير ضرورية. «حماس» لا تخطط لإبادة اسرائيل عبر الأنفاق، بل تسعى إلى استنزافنا حتى النهاية.
وعليه، فان النتيجة في الحرب النفسية في مسألة الأنفاق هي «حماس» 1 – اسرائيل 0. كل ذلك لأننا انضغطنا في الدفاع.
لا شك أن سيناريو تتسلل فيه خلية «مخربين» من تحت الأرض إلى بلدة إسرائيلية فتقتل عائلة كاملة سيكون ضربة شديدة لدولة اسرائيل، ولكنها ليست ضربة وجودية. لدى «حماس» قدرة أفضل لضرب الجبهة الداخلية بوحشية مما من خلال الأنفاق، ولا تسكب إسرائيل المليارات كي توقف هذه التهديدات.
كم مواطناً اسرائيلياً قُتلوا بسبب أنفاق «الإرهاب»؟ كم من الاسرائيليين قُتلوا بسبب «الإرهاب»؟ وكم نفقد نحن كل يوم في حوادث الطرق؟ والآن افحصوا الميزانيات وستكتشفون بأن اسرائيل تخطئ مرة أخرى في سلم أولوياتها.
اليوم أيضاً، ليس لدى إسرائيل حل لأنفاق الإرهاب. فرغم التطويرات ورغم الجهود فإننا لسنا هناك، ومن المشكوك أن نصل إلى هناك في السنوات القادمة.
ما تغير بالفعل عشية حملة «الجرف الصامد» هو جاهزية الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن البلدات.
يتخذ المراقب كلمات قاسية في نقده للقيادة السياسية ورئيس الأركان، حين يقول إن سكان الجنوب وجنود الجيش الاسرائيلي تركوا لمصيرهم.
في دولة سليمة على هذا فقط كان يسقط هنا شيء. أما في دولتنا، مع هذا التقرير، مثلما أيضا مع باقي القضايا، فانهم سيستخدمونه ليلفوا به الأسماك وينظفوا به النوافذ في الأيام القريبة القادمة.
لماذا؟ لأنه عشية نشر التقرير نجح من يوجه إليهم النقد أو بعضهم على الأقل في إقناعكم بأن المراقب يسروي مشتث لإسرائيل وأن إسرائيل يمكنها أن تصفي «حماس» في غضون 48 ساعة.
إذاً، تعالوا لنقول الحقيقة: من المعارضة يمكن إسقاط «حماس»، أما من الائتلاف فأنت تفهم بأن «حماس» جيدة لنا، بالضبط مثل «حزب الله» وبالضبط مثل أبو مازن. لماذا؟ لأنهم الأكثر استقراراً في الفوضى التي حولنا، وأن ما نراه في تقارير الاستخبارات وتقديرات الوضع لا نراه من كرسي الضيف في الندوات.
الجيش الاسرائيلي، بقيادة رئيس الاركان جادي آيزنكوت، صنع صورة كبيرة في كل ما يتعلق بالاستعدادات للمواجهة التالية: ولو كانت «الجرف الصامد» نشبت اليوم، لكنا نبدو بشكل مختلف. إلى جانب ذلك، ينبغي أن نقول بصدق إن هذا لا يعني أن «حماس» لن تتسلل من الأنفاق، من البحر، من الجو، أو من البر.
يجب الفهم - ولا حاجة للفزع - أن تهديد أمن اسرائيل لن يختفي قريبا، وبين الحين والآخر سيتعاظم فقط.
يعد الجيش الاسرائيلي الجهة المتصدرة في استخلاص الدروس، وهذا ما يفعله في السنتين الأخيرتين.
من المحزن أن نراه عرضة للضرب. ينبغي حماية الجيش وقادته وعدم جره وجرهم إلى الحوار المتبهم.