منذ ان صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة ولكن مراقب في الامم المتحدة , وتعالت الاصوات من مثقفين ومفكرين فلسطينين للانضمام الى كافة المؤسسات الدولية واعتبار ان هذا نصر مؤزر تلقاه القضية الفلسطينية التي منيت بكثير من الهزائم والخسائر على المستوى السياسي والاقتصادي المحلى على ضوء تنكر الطرف الاسرائيلي لكافة الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في ضوء التهويد الكامل للقدس والضفة الغربية وفشل مبدأ المفاوضات فشلاً ذريعاً حتى ان السلطة وقيادتها اصبحت لا تفعل شيء سوى كيف ستؤمن رواتب موظفيها. ؟
ونذكر خطاب السيد الرئيس عندما تحدث عن الانضمام للجنائية الدولية وهمز ولمز في خطابه ان هذه الجنائية سوف تتعامل مع الطرف الفلسطيني مثلما تتعامل مع الطرف الاسرائيلي , ولكن السيد الرئيس يعرف مثل غيره ان منظمات الامم المتحدة وحكومات العالم كلها لا تتعامل مع الطرف الفلسطيني كما الاسرائيلي وسياسة الكيل بمكيالين واضحة امام كافة ابناء الوطن.
فهمت من خطاب السيد الرئيس آنذاك وهو كان يقصد ذلك ان الجنائية الدولية سوف تطلب رأس قيادة حماس لأنها تقاوم الاحتلال لاسترداد اراضها السليبة وهي متهمة بالأرهاب من الطرف الدولي والرجعي العربي واننا سوف نتحمل ما يصيبنا من هذه السياسة لدرجة انني فهمت ان انتمائنا للجنائية الدولية فقط كان مؤامرة كبيرة ليس لرفع قضايا على مجرمي الحرب الاسرائيليين التي حتى هذه اللحظة لم تتقدم السلطة الفلسطينية ولا برفع اسم واحد من مجرمي الحرب الاسرائيليين اللذين قتلوا الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني بدم بارد وباستخدام الفسفور واليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية والارتجاجية ضد الشعب الفلسطيني , لم تتقدم السلطة ولا بطلب واحد لمحاكمة هؤلاء المجرمين من الصهاينة بل العكس تقدمت منظمة اسرائيلية جل اعضائها من الجيش الاسرائيلي ضباط وجنود تسمى "اسرائيل لي" بطلب الى الجنائية الدولية لمحاكمة السيد اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بتهمة الارهاب , وقتل الشعب الفلسطيني واستخدام الشعب الفلسطيني كدروع بشرية في الحروب الثلاثة على غزة ..!!
ألهذا انضممنا الى الجنائية الدولية , هل لقطع رأس المقاومة وهي الطريق القانونية بنظر القوى المضادة للشعب الفلسطيني وعملائه , اين القضايا الفلسطينية ضد القيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية التي قتلتنا بلا رحمة وهدمت البيوت على رأس ساكنيها في الشجاعية ورفح ..؟؟
عندما تم توجيه سؤال للسيد صائب عريقات من احدى وكالات الانباء الفلسطينية عن رأيه بما تقوم به المنظمة الاسرائيلية في محكمة الجنايات الدولية , رد على الوكالة بأنه مشغول جداً وليس لديه وقت للإجابة.
السؤال المطروح الان هل ستتم محاكمة رؤوس المقاومة الفلسطينية من كافة الفصائل بتهمة الارهاب , وتبقى قوى الاجرام الصهيونية طليقة نتيجة خوفنا كسلطة من رفع قضية عليهم خوفاً على اموال المقاصة الضريبية ..!!
هل ابطال المقاومة الفلسطينية سيأتي يوم اسود يقال فيه ان هؤلاء ارهابيون حتى ترضي اسرائيل واذناب اسرائيل ؟؟
اخاف ان يأتي هذا اليوم ويومها اتمنى من الله ان لا اكون موجوداً على سطح هذه الارض...