في لقاء مميز مع الكاتب الفلسطيني الكبير يعقوب حجازي مؤسس دار الأسوار في برنامج "عاشق من فلسطين" الذي تنتجه وتبثه فضائية معاً ويعده ويقدمه الدكتور حسن عبدالله قال حجازي: "لا استطيع أن أتصور نفسي خارج مدينة عكا، فالمدينة تسكنني بمكانها وزمانها، حاضرها وماضيها، حيث أتعامل يومياً مع تفاصيلها ومكوّناتها، البحر، السور، الأسواق القديمة، طرقاتها الضيقة".
واضاف: "بيتي قريب من البحر ومكتبتي كذلك، وكلما فتحت نافذتي أعيش مع البحر والرمال، فأنا صديق لكل موجة وكل حبة رمل، اتنسم البحر كما يتنسمني، فأنا في حالة عشق مستمرة متأججة لـ"عكا".
وخلال المقابلة تحدث حجازي عن طفولته ودراسته في مدرسة ترسنطا وعن تجربته في التعليم قبل أن تفصله سلطات الاحتلال، وعن عمله في بداية شبابه في مطبعة " القبس العربي" التي أسسها إبراهيم الزيبق، المطبعة ذاتها التي عمل فيها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في بداياته وأصدر منها ديوانه الأول "عصافير بلا أجنحة".
وحول تجربة تأسيس دار الأسوار في العام1976، أوضح أن ذاك جاء في إطار اهتماماته الثقافية، انطلاقاً من إيمانه بالدور التاريخي لسور عكا، فإذا كان هذا السور قد حمى المدينة من نابليون الذي غزاها وانهزم أمام سورها، كان لا بد من وجود أسوار تحمي الثقافة الفلسطينية من الطمس والتبديد، وتحافظ على الذاكرة الفلسطينية حاضرة ومتألقة، حيث نشرت "الأسوار" عديد الكتب لكتاب فلسطين وعرب وعالميين، وكان لأبناء عكا من المبدعين المعروفين نصيب مما نُشر كغسان كنفاني وسميرة عزام.
وبالعودة إلى عكا المكان، أكد أنه في تجواله اليومي في شوارعها وازقتها يتعايش مع الراحلين الكبار كما لو أنهم على قيد الحياة، ويستحضر أحمد باشا الجزار وأحمد الشقيري وكنفاني وسميرة عزام وشهداء الثلاثاء الحمراء الذين أعدمهم الاستعمار البريطاني.