في إنجاز جديد باهر يحققه أبناء الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية على المستوى الدولي، تمكن المدرب الفلسطيني عبد الرحمن البنا خريج اختصاص التربية الرياضية، والمدير الفني لأكاديمية الجليل الأردنية من الفوز بلقب أفضل مدرب فني في البطولة العربية للأكاديميات الدولية المنظمة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية فبراير الماضي.
موهبة فريدة
هو صاحب همة عالية وطموح يكاد يلامس السحاب، مبدع ومتألق في مجال التدريب في عالم كرة القدم، يتمتع بأسلوب متطور يحاكي المدرسة الأوروبية العريقة، وعلى الرغم من سنوات عمره الصغيرة إلا أنه نجح في حجز موقع متقدم له بين مدربي كرة القدم الفلسطينيين الكبار، ليكون بذلك أصغر مدرب فلسطيني محترف في دولة عربية.
عبد الرحمن البنا ابن الاثنين والعشرين ربيعا لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن يمارس مهمة التدريب لكرة القدم، فهو اللاعب المحترف داخل المستطيل الأخضر صاحب الضربات الصاروخية والخصم اللدود لأغلب اللاعبين في أي منافسة كروية وصاحب الصيت الذائع بين منافسيه، إلا أن الإصابات البدنية المتكررة التي تمثل اللعنة لأي رياضي في بداياته حرمته من إكمال مشواره كلاعب كروي مهاري ينتظره مستقبل واعد.
انطلاقة جديدة
وكعادته لم يستسلم البنا، وقرر مواصلة مسيرته ولكن هذه المرة خارج الملعب، وأن يبدأ تجربة جديدة في حياته من خلال تدريب الناشئين، وكانت البداية في نادي الشمس الرياضي حيث بدأ كمساعد مدرب لأصغر فئة من الأشبال الملتحقين الجدد بهذه الرياضة، وخلال تلك الفترة أكمل البنا دراسته واجتاز مرحلة الثانوية العامة، وأصر على الالتحاق باختصاص التربية الرياضية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
ويقول البنا: خلال دراستي بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أصبحت أتعمق في مجالي أكثر وأكثر، وإلمامي بعالم الرياضية بدأ يزداد وخبراتي تتوسع، كيف لا وقد تتلمذت على يدي مدرسين ذوي كفاءة وخبرة لم يدخروا أي جهد في صقل معارفنا وتنمية مهاراتنا الرياضية، إلى جانب تدريسهم لنا بأفضل الأساليب وتوفيرهم لنا كافة الإمكانات اللازمة.
أداء لافت
ويضيف البنا: بدأت بنقل الخبرات التي أتحصل عليها في بيئة الدراسة إلى ميدان التدريب الخارجي، وأصبحت أمارس مهام التدريب وفق أسس علمية وتقنية مدروسة، وحصلت على مجموعة من الدورات التدريبية من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ما أهلني إلى الفوز ببطولة داخلية نتيجة الأسلوب التكتيكي الذي اتبعته في عملية إدارة أداء الفريق الذي أشرف على تدريبه.
ويعلق البنا: بعد هذا الفوز المميز الذي تزامن مع إتمامي لمتطلبات التخرج من جامعتي، تلقيت مجموعة من العروض الداخلية، فعملت كمدرس تربية رياضية في مدرسة خاصة، وكمنشط بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ضمن ألعاب الصيف.
وعلى صعيد التدريب فقد أصبح البنا مديرا فنيا للفريق الرابع في نادي الشمس، وانضم للأكاديمية الفلسطينية الرياضية، ودرب في أكثر من نادي بمدينة غزة من ضمنها نادي غزة الرياضي ونادي الجزيرة، وآخرها النادي الأهلي الفلسطيني، كما حصل على دورة إعداد مدرب كرة قدم من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وتأهل للحصول على دورة C من الاتحاد الاسيوي في الفترة القريبة القادمة.
خارج الوطن
النجاحات المتتالية التي حققها البنا ألهمته بفكرة الانفتاح على العالم الخارجي واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي، فأنشأ قناة خاصة له على موقع YouTube وبدأ يوثق عليها نشاطه الرياضي وتدريباته في الميدان ونصائحه للناشئين واللاعبين، وبدأ بمراسلة العديد من الأكاديميات الرياضية الخارجية، حتى تلقى دعوة من أكاديمية الجليل بالأردن التي تعاقدت معه ليكون المدرب الفني لفريق الأكاديمية.
وشارك البنا مع أكاديمية الجليل في البطولة العربية للأكاديميات الدولية التي نظمت في شرم الشيخ بمصر، وكانت هذه البطولة الاختبار الحقيقي للبنا الذي أبهر بأدائه وإدارته لفريق الأكاديمية المنظمين للبطولة وكذلك كافة المدربين المشرفين على الفرق المنافسة ممن يكبرونه سنا ويملكون سجلات حافلة بالمشاركات الخارجية.
أصغر مدرب فلسطيني
ومع اختتام البطولة توج منتخب أكاديمية الجليل باللقب وحصل على المركز الأول دون تلقي مرماه أي هدف، وحصل كذلك على لقب أفضل دفاع، وأفضل فريق تكتيكي في الملعب، ونال حارس المنتخب لقب أفضل حارس مرمى في البطولة، وتوجت جهود البنا بحصوله على لقب أفضل مدرب بالبطولة، في إنجاز قل نظيره على الساحة العربية أو الدولية لمدرب شاب في طليعة مشاركاته الدولية.
ويوجه البنا رسالة إلى طلبة التربية الرياضية أن هذا المجال يحتاج لجهد كبير وطموح واصرار وان يكون الدارس له على قناعة بان تخصصه له مجالات واسعة ويحتاج إلى عمل بجد واجتهاد، ويوجه رسالة للرياضة الفلسطينية مفادها ضرورة النظر إلى المستقبل وبناء أسس علمية صحيحة لتطوير رياضتنا الفلسطينية ولنصل بها إلى أعلى المستويات.
ويطمح البنا أن يكمل دراسته العليا وأن يصبح أول مدرب فلسطيني يدرب فريق أوروبي، مشيرا إلى أنه يستعد لتلقي دوره تدريبية من الفيفا في اسبانيا والتي يطمح من خلالها الحصول على فرصة عمل كمدرب بفريق اوربي.
ويعتبر البنا مواليد 1995 أصغر مدرب فلسطيني محترف في دولة عربية يحقق لقب دولي أكاديمي في أول مشاركة دولية له، والتي سبقها حصوله على لقب أفضل مدرب فني في بطولة محلية داخلية.