أبو الغيط: محاولات العبث بالمبادرة العربية أو تبديل أولوياتها مضيعة للوقت

أبو الغيط: محاولات العبث بالمبادرة العربية أو تبديل أولوياتها مضيعة للوقت
حجم الخط

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن الالتفاف على حل الدولتين مضيعة للوقت، مضيفاً أن محاولات العبث بالمبادرة العربية أو تبديل أولوياتها ليست مقبولة عربياً.

وأضاف أبو الغيط خلال كلمته الافتتاحية أمام الدورة العادية الـ 147 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، اليوم الثلاثاء، "أنه ليس خافياً أن الفلسطينيين والعرب لم يعد لديهم شريكٌ على الطرف الآخر، فالحكومة الإسرائيلية أسيرة بالكامل لتيارات اليمين المتطرف وجماعات الاستيطان"، مؤكداً على أن القضية الفلسطينية تظل في مكانها في قلب الهموم العربية.

ولفت إلى أن هدف الحكومة الإسرائيلية تقويض حل الدولتين عبر فرض أمر واقع استيطاني خارج عن الشرعية والقانون يحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، المتواصلة الأطراف على حدود 1967.

وتابع أبو الغيط: "إننا نتمسك بصيغة الدولتين كحل وحيد للقضية الفلسطينية، وبالمبادرة العربية كخارطة طريق للوصول إلى سلام شامل في المنطقة، ونرصد تصاعد الإجماع الدولي المؤيد لحل الدولتين والرافض لسياسات الاستيطان، ويتعين علينا السعي من أجل البناء على هذا الاجماع، وكسب المزيد من المواقف الدولية المؤيدة والمساندة".

وأردف: "نأمل أن يكون موقف الإدارة الأميركية الجديدة، بما أعلنته من رغبة صادقة في مساعدة الطرفين في الوصول إلى حل للصراع، مُنسجماً مع هذا الاجماع الدولي وداعماً له.

وبيّن أن المنطقة العربية تحتاج لاستراتيجية جماعية للتعامل مع دول الجوار الإقليمي، وما زالت بعض الدول تمعن في تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية وتوظف الطائفية كأداة فعالة لهذا التدخل، مؤكداً على أن اليدُ العربية ما زالت ممدودة لعلاقة قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والابتعاد عن التدخل في الشئون الداخلية، وعلى الأطراف الإقليمية أن تُدرك أن توتير العلاقة مع المُحيط العربي سيجلب الخسارة للإقليم.

وأكد أبو الغيط على أهمية إعادة تقييم ومراجعة مجمل السياسات العربية في مجال ضبط التسلح وعدم الانتشار ونزع السلاح ومواصلة الجهود العربية للتوصل إلى إبرام معاهدة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط على غِرار ما تم في بعض المناطق من العالم.

وقال: "يحدوني الأملُ في أن تتمكن القمة العربية القادمة في عمان من تحريك المياه الراكدة في هذا المجال عبر استراتيجية إعلامية فعّالة تنجح في اجتذاب اهتمام الشعوب، خاصة فئات الشباب، ورأينا بشائر هذه الاستراتيجية بالفعل في المرحلة الجارية التي تشهد الاعداد للقمة، إن العمل العربي المُشترك يفقد الكثير من قيمته إن ظل بعيداً عن أعين الجمهور واهتمامه والإعلام، بكل فروعه، التقليدي منها وغير التقليدي، ساحة حقيقية لكسب العقول والقلوب لا يصح أن نتركها أو نتراجع عنها، ونسمح لقوى التطرف والتخريب بالتمدد فيها".

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن انعقاد هذه الدورة الجديدة من مجلسنا يأتي في ظل استمرار تعقد أزمات المنطقة، القديمة والمستحدثة، وتفاقم مخاطر الاستقطاب والانقسام الطائفي والمذهبي والصراعات المسلحة، واستفحال خطر الإرهاب.

وشدد على أن عملية السلام ما زالت متعثرة في الشرق الأوسط، ولا زال هدف الوصول لتسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين بعيدا.

وأثنى على الجهود  الحثيثة التي قامت بها مصر خلال الأشهر الأخيرة، بدءًا من جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في أيار من العام الماضي لإحياء عملية السلام، ومروراً بجهودها داخل مجلس الأمن، أو على المستوى الثنائي مع أطراف النزاع أو دوليا مع القوى الدولية المؤثرة، لإعادة فتح أفق البحث عن حل عادل ومنصف للأشقاء الفلسطينيين وفقاً للأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مع التأكيد على موقف مصر الثابت والرافض لفرض الأمر الواقع والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني في الأراضي العربية المحتلة.

وأضاف شكري: "لا بد من تكاتف التحديات التي تواجهنا والتي تقتضي تكاتف جهود كل الدول العربية لمواجهتها، وإنني واثق أن اجتماعنا اليوم، ثم القمة العربية التي ستعقد في أواخر الشهر الجاري، يمثلان فرصة مواتية لبلورة رؤية عربية مشتركة للتحرك لإيجاد حلول حقيقية لأزمات المنطقة، بشكل يصون مؤسسة الدولة الوطنية في مواجهة مخاطر التفكك والإرهاب والتدخل الخارجي على حد سواء".